الحوار الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط حول الشباب
الأرقام الرئيسية والسياق
تعد المنطقة الأورومتوسطية واحدة من المناطق التي لديها أعلى نسبة شباب في العالم حيث يقل عمر واحد من كل ثلاثة أشخاص عن 25 عامًا، ويصل هذا العدد إلى ما يقرب من نصف السكان في بلدان جنوب وشرق المتوسط. علاوة على ذلك، يعتبر الشباب من بين الفئات الأكثر ضعفاً، ولا سيما فيما يتعلق بقضايا البطالة والمساواة بين الجنسين.
ففي عام 2021، لم يكن 15٪ من الشباب من الجنسين (بين 15 و 34 عامًا) داخل الاتحاد الأوروبي جزءًا من القوى العاملة ولم يتلقوا تعليمًا أو تدريبًا، بينما في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، كان 25٪ من الشباب عاطلين عن العمل. وتعد الأسباب الرئيسية لهذه المعدلات المرتفعة للبطالة هي ندرة فرص العمل اللائق، ونقص التشغيل، وسوء جودة التعليم مع ارتفاع معدلات التسرب، وعدم توافق المهارات مع متطلبات سوق العمل، وأخيراً، الافتقار إلى القدرات والآليات المؤسسية التي تستجيب لاحتياجات الشباب وشواغلهم. وقد أدت هذه التحديات الجوهرية إلى تفاقم ظاهرة هجرة الأدمغة من المنطقة بشكل كبير.
لم يكن 15٪ من الشباب من الجنسين (بين 15 و 34 عامًا) داخل الاتحاد الأوروبي جزءًا من القوى العاملة ولم يتلقوا تعليمًا أو تدريبًا
البطالة ليست التحدي الوحيد للشباب، إذ انها مرتبطة بشكل وثيق بعقبات أخرى طارئة وملحة بنفس القدر تتعلق بالحصول على التعليم العالي الجيد، والتنقل، والبيئة، والنمو الشامل، والتنمية الاقتصادية، وبالوقاية من التطرف، ومن ثم، كانت هناك حاجة إلى استراتيجية إقليمية وخطة عمل منسقة تتيح إدماج الشباب في السياسات الوطنية.
ومن ناحية أخرى، فإن الشباب في المنطقة الأورومتوسطية معنيون بموضوعات أخرى ذات الصلة، والتي تعد من الملفات التي يتبناها الاتحاد من أجل المتوسط، مثل العمل المناخي، والطاقة، والتنمية الريفية والحضرية، والرقمنة وما إلى ذلك. يمثل تغير المناخ والتنمية المستدامة تحديا كبيرا للأجيال الجديدة، لاسيما و أن مستقبل المنطقة على المحك.
أهداف الحوار الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط حول الشباب
يرى الاتحاد من أجل المتوسط أن الشباب لا ينبغي أن يكونوا فقط خاضعين للسياسات والاستراتيجيات، بل يجب أن يصيروا فاعلين نشطين في تنفيذها من خلال المشاركة الملموسة في العمليات والأطر الخاصة بها. وانطلاقا من الحاجة لإعطاء الشباب مساحة ومكانة بارزة في صنع السياسات في الدول الأورومتوسطية، فقد تضمنت استراتيجية الاتحاد ذات الصلة العمل عن كثب مع المنظمات والشبكات التي يقودها الشباب، والدول الأعضاء، والتي تساهم في تطوير المهارات والقيادة، وكذلك مع المجتمع المدني في المنطقة بأكملها، على أن يتواصل هذا العمل خلال مراحل التنفيذ بأكملها.
يعتبر الحوار الإقليمي حول الشباب بمثابة نقطة انطلاق نحو اقتراح مبادرات وإجراءات أكثر اتساقًا وتأثيرًا في منطقة المتوسط، لتخطي التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الشباب الأورومتوسطي
استراتيجية الشباب
وضع الاتحاد من أجل المتوسط الشباب في قلب نشاطه، مع التركيز على تمكينهم وإشراكهم كعناصر للتغيير الإيجابي. تعد استراتيجية الشباب 2030 الخاصة بالاتحاد علامة فارقة جاءت استجابة لنداء 42 وزيراً للشؤون الخارجية خلال المنتدى الإقليمي الثاني الذي عقده الاتحاد في عام 2017، لإطلاق “أجندة للشباب تتسم بالإيجابية في منطقة المتوسط”.
وقد تم اعتماد الاستراتيجية في 9 ديسمبر 2021 خلال اجتماع كبار مسؤولي الاتحاد من أجل المتوسط، بعد اجتياز مراحل مختلفة شملت إنشاء شبكة نقاط الاتصال الوطنية، والتي عُقد اجتماعها الأول في 11 نوفمبر 2022، بغية تفعيل الاستراتيجية وترجمتها لإجراءات ملموسة مختلفة بواسطة خطة عمل تستهدف الشباب.
تتوافق هذه الاستراتيجية تمامًا مع استراتيجية الأمم المتحدة للشباب 2030 واستراتيجية الاتحاد الأوروبي للشباب. وفي هذا الإطار، سيستمر الاتحاد من أجل المتوسط في دعم وتعبئة الشباب في مجالات عمله الرئيسية، مدركًا حقيقة أنه بالإضافة إلى تقديم وجهات نظر جديدة وبديلة، فإن لديهم معرفة مباشرة ورؤى ثاقبة حول القضايا الملحة. إن نجاح هذه الاستراتيجية وخطة عملها خلال عام 2023، يستند إلى الاقتناع بضرورة العمل مع الشباب، وليس فقط من أجلهم، لدعم التعاون الاقليمي على نحو فعال له تأثير ملموس على أرض الواقع.
يلتزم الاتحاد من أجل المتوسط تمامًا بأن يكون شريكًا موثوقًا به في السعي لتسهيل زيادة التأثير وتوسيع نطاق العمل الإقليمي والقطري لتمكين الشباب الأورومتوسطي من بناء مستقبل شامل ومستدام في منطقة المتوسط. لقد حققت هذه الإستراتيجية الهدف الكبير المتمثل في الجمع بين 42 دولة عضو ذات آفاق مختلفة للاتفاق على استراتيجية مشتركة تعكس الحاجة الملحة للتحرك في المنطقة الأورومتوسطية.
وبالتركيز على الأولويات التي تندرج ضمن تفويض الاتحاد من أجل المتوسط، توفر الإستراتيجية رؤية لدعم القدرة على العمل وحشد الشباب، من خلال اقتراح “حلول للشباب، ومن قبل الشباب”، والاستثمار في المهارات والتعليم والوظائف الجيدة وما إلى ذلك. و فيما يلي الأولوية الست لاستراتيجية الاتحاد من أجل المتوسط :
• الشباب والعمل المناخي والطاقة
• الشباب والبيئة
• الشباب والتنمية الحضرية والريفية
• الشباب والتنمية الاقتصادية
• الشباب والتعليم والتدريب
• الشباب والإدماج الاجتماعي والمشاركة
الشركاء الرئيسيون
شملت استراتيجية الاتحاد من أجل المتوسط للشباب العمل بشكل وثيق مع المنظمات والشبكات التي يقودها الشباب، بالإضافة إلى دولها الأعضاء، التي تسهم في تنمية المهارات والقيادة، فضلا عن المجتمع المدني من جميع أنحاء المنطقة، على أن يستمر الاتحاد في الاضطلاع بدوره في مختلف المراحل.
وقد تم إجراء اتصالات عديدة بين الرئاسة المشتركة والدول الأعضاء والأمانة العامة بشأن إنشاء شبكة نقاط الاتصال الوطنية المعنية بالشباب. كما قامت الدول الأعضاء بترشيح خبرائها الوطنيين والمنظمات الوطنية والإقليمية التي يقودها الشباب إذ من المقرر دعوتهم للمشاركة في اجتماعات مجموعة العمل خلال عام 2023، للتعبير عن آرائهم وعرض توصياتهم الخاصة بوضع خطة العمل بشأن الشباب.
وكان الاتحاد من أجل المتوسط قد شارك وساهم في العديد من الأحداث الدولية ذات الصلة، مثل: النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم الذي انعقد في شرم الشيخ، مصر، والجمعية العامة الثالثة والثلاثين للوكالة الأوروبية للمعلومات والاستشارات للشباب (ERYICA)في مايو 2022 ببرشلونة لتكثيف التعاون الأوروبي والدولي في مجال العمل الإعلامي للشباب والخدمات، ومنتدى الشباب لتحالف الأمم المتحدة للحضارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال الفترة من 17 إلى 23 يونيو 2022 بالرباط لإبراز دور الشباب في الوقاية من التطرف العنيف عن طريق الرياضة، فضلا عن برنامج أكاديمية شباب المتوسط (MYA)في الإسكندرية بمصر لتدريب أكثر من 100 شاب من المنطقة الأورومتوسطية.
وقد شارك ممثلو الاتحاد من أجل المتوسط في النسخة الثانية من برنامج الأكاديمية لشرح ما يقومون به من عمل لدعم الشباب والتوظيف والمساواة بين الجنسين.