الاتحاد من أجل المتوسط يحاور يوسف برغاني
هل لك أن تحدثنا عن مسارك ؟
بعد أن حصلت على شهادة البكالوريا في العلوم الرياضية، التحقت بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية (ENSA) بمدينة أغادير المغربية حيث درست سنتين في السلك التحضيري المدمج وسنتين في هندسة المعلوميات.
وبعد ذلك، اخترت الترشح لإكمال سنتي الأخيرة من الدراسة في فرنسا، في السنة الثانية من سلك الماجستير في «التطوير في مجال الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز خدمات أنظمة المعلومات» في جامعة بريتاني الغربية (UBO) في بريست. ويندرج هذا الماجستير في شبكة «الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز خدمات أنظمة المعلومات» (OTI) التابعة حالياً لبرنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe).
وتهدف شبكة «الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز خدمات أنظمة المعلومات» (OTI)، التي تضم 11 مؤسسة جامعية، إلى توفير إمكانية التنقل من أجل التدريب لمدة سنة واحدة في فرنسا في إطار السنة الثانية من ماجستير المعلوميات لفائدة الطلاب المغاربة الذين يدرسون في السنة الأولى أو السنة الرابعة بمدرسة المهندسين بالمغرب. وتضم فترة التنقل، التي تدوم 13 شهراً، 7 أشهر من التدريب في بريست تليها تجربة العمل الأولى عن طريق تدريب نهاية الدراسة لمدة 6 أشهر في فرنسا، ومن ثم تعبئة المهارات والخبرات المكتسبة لفائدة فرع بالمغرب تابع للشركة المستضيفة للتدريب بفرنسا.
وبالنسبة للطلاب، فإن الأمر يتعلق بتلقي تدريب رفيع المستوى في مجال التكنولوجيات الحديثة وأدوات التصنيع التي تستخدمها حالياً المجموعات الكبيرة في القطاع والتدرّب على الاتصال متعدد الثقافات. ويتيح لنا تدريب نهاية الدراسة إمكانية العمل في إطار “مشروع” سنواصل العمل فيه في نفس الشركة بعد عودتنا إلى المغرب.
ما هي طبيعة التدريب؟ وما هي المهام التي أنيطت بك؟
منذ اختياري في جامعة بريست، تمثل الالتزام الذي أخذته شبكة «الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز خدمات أنظمة المعلومات» (OTI) على عاتقها في الاعتماد على برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe) لكي تقترح علي، بقدر المستطاع، تدريب نهاية الدراسة لمدة 6 أشهر في فرنسا (ابتداءً من شهر أبريل حتى نهاية شهر سبتمبر) في إطار رؤية ما قبل التوظيف في المغرب.
وفي حالتي، اجتزت الاختبارات الفنية والموارد البشرية في شركة CGI (وتضم 68000 موظفا في 40 دولة). وتم اختياري في فرع CGI بتولوز (فرنسا) للقيام بتدريب في مجال نظم تخطيط موارد المؤسسات (SAP) بهدف الانضمام بعد ذلك إلى فريق تخطيط موارد المؤسسات (SAP) في فرع CGI بالرباط (المغرب).
وكان الغرض من التدريب الانضمام لفريق «موسع» لتطوير تكنولوجيا المعلومات (موزع بين فرنسا والمغرب) في إطار مشروع دعم تطبيقات سلسلة التوريد الخاصة بشركة إيرباص. ويتمثل دور الفريق (وبالتالي، دوري شخصيا) في إجراء تعديلات على عدم المطابقة التي كانت تواجهها جميع تطبيقات العميل، فضلا عن ضمان تطوير نظامه المعلوماتي.
وعلى الرغم من أن فترة تدريبي ستنتهي بعد شهرين، فقد بلغت الهدف المتمثل في تحقيق الاستقلالية والزيادة في المهارات الفنية، والتشغيلية والتنظيمية لأن فرع CGI بالرباط عرض علي فرصة عمل من أجل استكمال نفس المشروع في المغرب.
ومن المؤكد أنه لم أكن لأحصل على مثل هذا التدريب في المغرب لأن الهدف من هذا التدريب يتمثل في اكتساب المهارات حول العمليات، والأساليب والخبرات، مثل المعمول بها في فرنسا، ومن ثم تطبيقها تطبيقاً كاملاً وبكل استقلالية في المغرب.
ما هي القيمة المضافة التي تتيحها مؤهلاتك للشركة؟
للإجابة على هذا السؤال، أرى من المهم أن أذكّر بأن هذا المشروع الذي أجريت فيه تدريبي يتميز بسمة خاصة تتلخص في كون جزء منه قد أجري في فرنسا والجزء الآخر في المغرب داخل فريق “موسع” موزع بين فرنسا والمغرب.
وبالطبع، بفضل دراستي الجامعية وتجاربي الماضية تمكنت من تطوير مهارات الدقة والصرامة والقدرة على التكيف، وهي من المهارات التي لا غنى عنها في قطاع هندسة البرمجيات. وجدير بالذكر أن التدريب سمح لي أيضاً بتطوير هذه المهارات، وبذلك يمكن القول بأنها تمثل أهم القيم المضافة لمؤهلاتي لفائدة شركة CGI. ومن الواضح أن هذا جزء من ذلك، ولكنه ليس كافياً بالنسبة لشركة CGI.
ويتمثل الهدف الرئيسي لشركة CGI، في إطار التدريب، الزيادة من مهاراتي الفنية، والتشغيلية والتنظيمية داخل مشروع محدد وتمكيني من اكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرات حتى أكون أكثر استقلالية من أجل مواصلة العمل على نفس المشروع بعد عودتي إلى المغرب.
وباختصار، فإن القيمة المضافة الحقيقية لشركة CGI تكمن بكل تأكيد في ازدواجية ثقافتي المغربية والفرنسية التي اكتسبتها قبل كل شيء من خلال الدراسة في بريست (7 أشهر)، وعززتها بكل تأكيد، من وجهة نظر مهنية، بإجراء التدريب في فرع CGI بتولوز.
وبهدف ضمان الاتساق بين العمليات والأساليب والخبرات الخاصة بكل شركة (وهو أمر ضروري للغاية في المجال الصناعي)، فإن هذا النوع من التدريب يوفر قيمة مضافة حقيقية للشركة لأنه يسمح للمهندسين المحليين الذين يحملون ثقافة ولغة مختلفتين من العمل بثقة على نفس المشروع، بغض النظر عن الموقع الجغرافي لمكان عملهم.
كيف اندمجت في الشركة؟ بعد مرور بضعة أسابيع، ما هي انطباعاتك الأولية؟
لقد كانت الأسابيع الأولى من التدريب أساسية للاندماج في الشركة عن طريق الأنشطة المنظمة والتدريبات الضرورية لفهم سياق المشروع. وكان الاندماج طيلة مدة التدريب وليس فقط في بدايته بفضل المساعدة التي قدمها لي المشرفون وجميع العاملين في الشركة الذين كانوا دائماً على استعداد للإجابة على أسئلتي.
وتكمن سمة هذا التدريب مقارنة بتجربتي السابقة في العمل على مشروع كبير، لا يتميز فقط بوجود قيود والتزامات قوية تجاه عميل من الوزن الكبير (إيرباص)، بل يتميز أيضاً بوجود معوقات عملية وتنظيمية مرتبطة بمشروع متعدد المواقع توجد بين فرنسا والمغرب.
وتعتبر التبادلات مع زملائي الفرنسيين أو المغاربة، والاجتماعات الدورية، ومؤتمرات الفيديو، والتواصل عبر البريد الإلكتروني إلخ من العناصر التي سمحت لي بتقديم عمل جيد في حدود المواعيد النهائية التي يتوقعها العملاء.
ما هي بالنسبة إليك القيمة المضافة لبرنامج تدريب أورومتوسطي مثل برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe)؟ وبشكل عام لبرنامج انتقال الطلاب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط التي يتبناه الاتحاد من أجل المتوسط؟
تكمن القيمة المضافة لبرنامج تدريب أورومتوسطي مثل برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe) في كونه يتيح للطلاب اكتساب المهارات، والأساليب والخبرات (بما في ذلك المهارات الحياتية) المهنية الضرورية للعمل ضمن فريق يضم متعاونين من جنسيات وثقافات مختلفة.
وبالنسبة للتدريب الذي تلقيته، المبني على مشروع مشترك أنجز في فرنسا والمغرب، فإن التحديات الرئيسية لنجاح المشروع تتمثل في ضمان استمرارية الأنشطة، وكذا توحيد العمليات والأنشطة بين مختلف أعضاء الفريق، سواء كانوا فرنسيين أو مغاربة.
ومن وجهة نظر الشركة، فإن التدريب الذي يتيحه برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe) يقدم قيمة مضافة حقيقية من حيث التصنيع والإنتاجية، لأنه يسمح للمهندسين المحليين الذين يحملون ثقافة ولغة مختلفتين من العمل بثقة على نفس المشروع، بغض النظر عن الموقع الجغرافي لمكان عملهم.
وبالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا البرنامج على تقليص الفوارق الثقافية التي يمكن أن تحدث بين مختلف العاملين في مشروع يضم فريقاً منتشراً عبر عدة بلدان. وفي الواقع، ما زلت أتعلم كيف أتأقلم على العمل مع فريق فرنسي، لفهم اختلافاتنا الثقافية بشكل أفضل، وكذا التأقلم مع التعقيدات الدقيقة للغة الفرنسية.
إلى أيّ مدى ترى أن التدريب في إطار برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe) قد شكل دفعة قوية لاندماجك المهني عند عودتك إلى المغرب؟
لقد أتاح لي التدريب في إطار برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe) فرصة مواصلة العمل على نفس المشروع، ولكن هذا المرة بصفتي موظفاً في فرع CGI بالمغرببعد أن أنهيت تدريبي. ولذلك، فإن الميزة الرئيسية لهذا التدريب يكمن في تسهيل اندماجي مهنياً مباشرة بعد عودتي إلى المغرب.
وسيتيح لي كذلك التدريب في إطار برنامج «فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين» (HOMERe) بسرعة فرصة تقلّد مسؤوليات في فرع CGI بالمغرب مقارنة بمهندسين مغاربة آخرين لم تُتح لهم فرصة إجراء تدريب مهني لمدة 6 أشهر في فرنسا. ولقد تطرقت لهذا الموضوع مع زميل مغربي يعمل في فرع CGI بالمغرب تابع نفس المسار الجامعي الذي اتبعته ويعمل على نفس المشروع لكن في فرع CGI بالمغرب.
حول البرنامج
مشروع هومر- فرصة رفيعة لاستقطاب المدراء التنفيذيين المتوسطيين يدعم التنقل بين دول المتوسط من أجل التدرب، ويستهدف بخاصة الطلاب المؤهلين في آخر عام دراسي لهم قبل التخرج. ويهدف البرنامج لتسهيل انتقالهم من الوسط الأكاديمي إلى لعب أدوار أولية في بلدانهم، وذلك في منطقة تشهد تزايداً لبطالة الشباب بالنسبة لمستوى التعليم.