المرأة في الصناعة والابتكار: بناء مرونة المرأة وقدرتها على الصمود في مواجهة التحديات العالمية
15-17 يوليو 2020. لم تـأتِ استفادة المرأة على قدم المساواة من التطور الصناعي والتكنولوجي ومرت باختبار شديد الصعوبة خلال الأزمة الصحية المصاحبة لفيروس كورونا المستجد، حيث تضررت الشركات التي تديرها المرأة بشكل خاص. وقد اضطرت نصف الشركات التي تديرها النساء في المنطقة الأورومتوسطية إلى تعليق جميع أنشطتها.
وللتركيز على هذه التحديات، اشترك الاتحاد من أجل المتوسط مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مؤتمر المرأة في الصناعة والابتكار: بناء مرونة المرأة وقدرتها على الصمود في مواجهة التحديات العالمية الذي عُقد عبر الإنترنت في الفترة من 15 إلى 17 يوليو 2020 بمشاركة ما يزيد عن 1600 مستخدم. تناول المؤتمر كيفية تحسين المرونة على طول سلاسل القيمة، وإدراك الفرص الناشئة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الرقمية، والاستفادة من الفرص في اقتصاد التدوير لمساعدة المرأة على تعزيز موقفها وتحسين قدرتها على الصمود في مواجهة الأزمات مثل فيروس كورونا المستجد
عُقِدَ المؤتمر في إطار مشروع الاتحاد من أجل المتوسط بعنوان “تعزيز تمكين المرأة من أجل التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا“، برعاية منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأغذية والزراعة. وقد ضم الحدث ممثلين عن الحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والخبراء ورواد الأعمال والباحثين وغيرهم من أصحاب المصلحة المعنيين، في محاولة لتعزيز تطوير بيئة شاملة ومستدامة لتمكين المرأة اقتصاديًا بصفتها محرك دافع للصناعة والابتكار.
قام السيد/ ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، خلال العرض الذي قدمه، بتسليط الضوء على السياق الاجتماعي والاقتصادي الحالي والمليء بالتحديات الناجمة عن وباء فيروس كورونا المستجد، وهي واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في القرن الحالي، والتي أدت إلى تعطل الأسواق وسلاسل التوريد وإغلاق الشركات، مما أدى بدوره -أو سيؤدي -إلى فقد الملايين من الناس حول العالم وظائفهم وسبل عيشهم. وشدد الأمين العام على أن تجربة الأزمات الماضية أظهرت أن السكان الأكثر ضعفا وتهميشا -ومن بينهم المرأة -هم دائما الأكثر تضررا. وبالنظر إلى المستقبل وإلى إعادة بناء الاقتصاد، أوضح ناصر كامل أهمية إدراك أن الاستثمار في المرأة وخلق بيئة أعمال تتسم بالمساواة الجنسانية هو أعظم فرصة لبلداننا ولسلامنا الاجتماعي، كما أوضح أنه “من خلال وضع المرأة في صميم استجابتنا لهذا الوباء، سنشهد قفزة في التقدم”.
ضم المؤتمر شرائح رفيعة المستوى، حيث عُقِدَت مناقشات المائدة المستديرة وجلسات خاصة حول نماذج القدوة من النساء، لمعالجة العقبات الرئيسية التي تعيق تقدم المرأة. وقد نتج عن المؤتمر توصيات يمكن أن تسهم في الجهود الوطنية والإقليمية والعالمية لتعزيز دور المرأة كمساهم أساسي في بناء المزيد من نماذج العمل التي تتسم بالاستدامة والابتكار. سلط الخبراء الضوء على أهمية نماذج القدوة من النساء -من بين عوامل أخرى -والتي تعتبر حاسمة في إلهام الفتيات الصغيرات لدخول مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والانتقال إلى نماذج اقتصاد التدوير وأهمية التحول الثقافي لخلق مساحات آمنة للمرأة في المجالات التي يهيمن عليها الذكور عادةً، مع التشديد على الحاجة الملحة للتصدي للتحرش الجنسي وحماية الأمومة.
وعلى المستوى الاجتماعي، أشار المتحدثون إلى نقص الاستثمارات في اقتصاد الرعاية، ومن ثم الحاجة إلى مزيد من الإجراءات لضمان مشاركة الرجال في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر بشكل متساوٍ، وذلك من خلال التعليم ودعم إجازات الأبوة. وأخيرًا، تم أيضًا تسليط الضوء على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لحماية العائل الوحيد، ومعظمهم من النساء.