الشراكة المتوسطية الزرقاء بصدد تحديد واعتماد التمويل لاستثمارات الاقتصاد الأزرق المستدام
عُقد ببرشلونة الاجتماع الأول للمانحين والشركاء المنفذين والبلدان المستفيدة من الشراكة المتوسطية الزرقاء، حيث حددت الأطراف مجموعة متميزة من مشاريع الاقتصاد الأزرق المستدام في المغرب ومصر والأردن.
يدر البحر الأبيض المتوسط ما يزيد على 450 مليار دولار سنوياً، وهو مورد حيوي لنحو 480 مليون شخص في 22 دولة.وترتقع درجة حرارته بمعدل 20% أسرع من المتوسط العالمي، وهو مهدد بالتلوث والاستغلال المفرط.
23 مايو 2024، برشلونة. اجتمعت للمرة الأولى على الإطلاق في مقر الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة اللجنة التوجيهية للشراكة المتوسطية الزرقاء (BMP)، وهي شراكة تهدف إلى التصدي للتهديدات البيئية الشديدة للبحر الأبيض المتوسط من خلال تنسيق تمويل استثمارات الاقتصاد الأزرق المستدام في المنطقة،
وبوصفه ميسرًا للحوار السياسي والتنظيمي، استضاف الاتحاد الجهات المانحة والشركاء المنفذين والبلدان المستفيدة التي حددت العديد من الاستثمارات المستدامة في الاقتصاد الأزرق في المغرب ومصر والأردن ولكن أيضا في دول الجوار الجنوبي الأخرى للاتحاد الأوروبي التي يمكن أن تنضم للشراكة قريبا.
ومن خلال صندوق جديد متعدد المانحين (“صندوق BMP“) يديره البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD)، تسعى الشراكة المتوسطية الزرقاء إلى تأمين تمويل إضافي من الجهات المانحة السيادية لإعداد المشاريع، وتوفير التمويل المختلط.
حتى الآن، المساهمون الذين التزموا بذلك هم ألمانيا 4,000,000 يورو، السويد 6,765,000 يورو، والمديرية العامة للشؤون البحرية والثروة السمكية DG Mare))
1,000,000 يورو، الوكالة الفرنسية للتنمية/فرنسا 2,000,000 يورو وإسبانيا 8,000,000 يورو. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تبرعات إضافية من أطراف أخرى في الأشهر المقبلة.
تم إطلاق الشراكة المتوسطية الزرقاء رسميًا في مؤتمر الأطراف السابع والعشرين في ديسمبر 2022 عندما أعرب الشركاء الرئيسيون عن دعمهم السياسي الواسع لإنشاء شراكة جديدة. ومن ثم، ففي 15 نوفمبر 2023، أنشأ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، صندوق تعاون الشراكة المتوسطية الزرقاء، بصفته مديرا له، بشروط عامة وافق عليها مجلس إدارة البنك.
و في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في نوفمبر 2023، جدد الشركاء التزاماتهم من خلال التوقيع على إعلانات النوايا للانضمام إلى الشراكة على النحو المنصوص عليه في إطار الشراكة المتوسطية الزرقاء (BMP).
الشركاء المنفذون لبرنامج الشراكة المتوسطية الزرقاء هم بنوك التنمية المتعددة الأطراف والمؤسسات المالية التنموية والمنظمات الدولية التي تتوافق سياساتها وإجراءاتها مع أفضل الممارسات الدولية، والموقعة على إعلان النوايا. حتى الآن، وقع على إعلان النوايا كل من: الوكالة الفرنسية للتنمية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبنك الاستثمار الأوروبي، وبنك الاستثمار الإيطالي (CDP), والبنك الألماني للائتمان وإعادة التنمية (KWF)، والاتحاد من أجل المتوسط.
ستستفيد المؤسسات المالية المنفذة من المنح المقدمة من صندوق الشراكة المتوسطية الزرقاء الذي يقوم أيضًا بحشد الموارد المالية الحالية التي تقدمها المفوضية الأوروبية من خلال منصة استثمار الجوار (NIP) والصندوق الأوروبي للتنمية المستدامة EFSD+.
ستقوم البلدان المستفيدة، الأردن والمغرب ومصر، بتحديد مشروعات الاقتصاد الأزرق الاستراتيجية في أراضيها بينما سيعمل الاتحاد من أجل المتوسط كميسر للحوار السياسي والتنظيمي.
سيتم توجيه الدعم المالي للشراكة المتوسطية الزرقاء إلى البلدان المستفيدة عبر الشركاء المنفذين بناءً على مجموعة من المقترحات الاستثمارية القابلة للتمويل المصرفي التي ستقدم للمناقشة في اجتماعات اللجنة التوجيهية .
ندعو البلدان المستفيدة لتقديم أفكار المشاريع للنظر فيها ومواصلة تطويرها من قبل الوكالات المنفذة. سيتم الموافقة على مخصصات المنح للمشاريع من قبل المساهمين في صندوق التعاون للشراكة المتوسطية الزرقاء.
وصرح الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل، “تمثل الشراكة المتوسطية الزرقاء خطوة مهمة و تجسد استجابة فريدة وذات رؤية ثاقبة للحاجة المتزايدة للتعاون عبر الحدود“.
وأوضح:”هذا يعكس التزامنا المشترك بالعمل معًا وتوحيد الموارد والنجاح في مواجهة حالة الطوارئ المناخية بمنطقة المتوسط“.
وأختتم الأمين العام قائلا: “اليوم بدأنا الانتقال من السياسة إلى التنفيذ، ودراسة الاستثمارات الملموسة التي تعود بالنفع على منطقتنا.”