
الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط يدعو إلى شراكة متجددة أورومتوسطية في خلوة الرباط
الرباط، 11 سبتمبر 2025 – أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل، أن المنطقة الأورومتوسطية تواجه لحظة مفصلية تتطلب استجابة منسقة، مشدداً على أهمية تبني رؤية مشتركة لمستقبل التعاون الإقليمي. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها خلال خلوة “مستقبل العلاقات الأورومتوسطية”، التي احتضنها المغرب بمشاركة رفيعة المستوى من قادة سياسيين، ودبلوماسيين، ومسؤولين حكوميين، وممثلين عن مراكز تفكير من ضفتي المتوسط.
الاجتماع، الذي يُعد تمهيداً رمزياً ومحورياً قبيل إحياء الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة في نوفمبر المقبل، ناقش أبرز التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، كما سعى إلى بلورة أجندة عمل جديدة تواكب التحولات الإقليمية والدولية.
خمس أولويات لمستقبل مشترك
ناصر كامل حذّر من تداعيات التوترات العالمية، مشيراً إلى أن “المنطقة تقف عند مفترق طرق تاريخي”، داعياً إلى تفعيل العمل الجماعي وتعزيز الحوار بين الشركاء. واستعرض خمس أولويات رئيسية للسنوات المقبلة، شملت: تقليص الفجوات الاقتصادية، معالجة قضايا الشباب والهجرة، تسريع الانتقالين الأخضر والرقمي، تعزيز الإدماج الاجتماعي، ودعم مسارات السلام والتفاهم المتبادل.
دعوة مغربية لرؤية متوسطية متوازنة
من جهته، شدد وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، على ضرورة تجاوز الرؤية التقليدية التي تحصر المتوسط في إطار السياسات الأوروبية، مؤكداً على أنه “فضاء مشترك ينبغي بناؤه بشكل جماعي ومتوازن”. وحدّد بوريطة خمسة تحديات رئيسية يتعين التصدي لها: بناء هوية متوسطية جامعة، معالجة عدم التناظر في المصالح والدوافع، تجاوز التجزؤ الجيوسياسي، تقاسم الأعباء في مواجهة الأزمات، وتعزيز مشروعية الشراكة من منظور متكافئ.
“ميثاق جديد” للشراكة الأورومتوسطية
بدورها، أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا شويسا، قرب إطلاق “الميثاق الجديد من أجل المتوسط”، واصفة إياه بأنه نقلة نوعية في مسار الشراكة، تقوم على ثلاثة مرتكزات: وضع الإنسان في صلب السياسات، تحفيز الإمكانات الاقتصادية، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والمناعة الإقليمية والهجرة. وأكدت شويسا أن الاتحاد من أجل المتوسط سيكون الآلية الأساسية لتنفيذ هذا التصور الطموح.
لقاءات ثنائية لتعزيز التنسيق
وعلى هامش الخلوة، عقد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط سلسلة اجتماعات ثنائية مع الوزير بوريطة، والمفوضة شويسا، وعدد من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، إلى جانب سفراء من دول ضفتي المتوسط، وذلك في إطار دعم جهود التنسيق وتوسيع دوائر الحوار الإقليمي.