التعاون المتوسطي يتصدّر المشهد مع اجتماع 500 من الفاعلين بمناسبة الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة
برشلونة، 27 نوفمبر 2025. قبيل انعقاد المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط بمناسبة الذكرى الثلاثين لعملية برشلونة، شارك أكثر من 500 من الفاعلين في خمسة فعاليات جانبية موضوعية عُقدت في برشلونة. وقد جمعت هذه الاجتماعات بين ممثلي المجتمع المدني، والسلطات الإقليمية والمحلية، والخبراء، والشركاء المؤسسيين، لتحويل الأجندة المتمحورة حول الإنسان التي يتبناها الاتحاد — والمبنية مع الشعوب ومن أجلها — إلى تبادل ملموس حول موضوعات المرونة، والحوكمة الشاملة، والتنمية المستدامة.
وانطلاقًا من دعوة الاتحاد من أجل المتوسط إلى نموذج مُجدَّد ومشترك للملكية في التعاون الأورومتوسطي، وضعت الفعاليات الجانبية المجتمع المدني والأقاليم والمدن في صلب المناقشات السياسية، حيث أكدت أن التعاون الإقليمي يجب أن يبدأ من الأفراد، مبرزةً الدور المتنامي للتحالفات متعددة الأطراف ومجتمعات الممارسين في وضع وتنفيذ الحلول للتحديات المشتركة التي تواجه منطقة المتوسط.
وقد جمعت القمة الأورومتوسطية للمناطق (22 نوفمبر 2025)، التي نظمتها حكومة كتالونيا بالتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط، قادة إقليميين لمناقشة كيفية مساهمة المناطق في تشكيل مشهد التعاون المتطور في إطار “الميثاق الجديد من أجل المتوسط”. وعمل المشاركون على إعداد إعلان مشترك ليُقدَّم للوزراء، يعزز مساهمة الأقاليم في شراكة أورومتوسطية أقوى.
(عرض الصور | قراءة الإعلان المشترك)
أما الورشة الأورومتوسطية الثانية حول حرائق الغابات (25–26 نوفمبر 2025)، فقد جمعت أكثر من 100 جهة من خدمات التشغيل، والسلطات المعنية بالحماية المدنية، والعلماء، وصناع السياسات لتبادل الدروس المستفادة من مواسم حرائق الغابات الآخذة في الاشتداد عبر المنطقة. وتركزت المناقشات على مواءمة أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز التأهب والاستجابة، والاستفادة من الأدوات المبتكرة — من خدمات الأقمار الصناعية إلى النماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي — لدعم إدارة المخاطر المنسقة.
وجمع مؤتمر المجتمع المدني الأورومتوسطي 2025 (26 نوفمبر 2025) أكثر من 100 ممثل عن المجتمع المدني والمؤسسات تحت شعار “من الرؤية إلى العمل: تعزيز مشاركة المجتمع المدني من أجل متوسط شامل”. وأكد المشاركون أن التعاون الإقليمي يجب أن يبدأ بالأفراد، وأن المجتمع المدني ليس عنصرًا ثانويًا، بل هو ركيزة أساسية للحكم الرشيد — عبر الانتقال من الاستشارة إلى المشاركة الحقيقية في التصميم والتنفيذ المشترك للسياسات.
(عرض الصور |قراءة الاستنتاجات)
وخلال مؤتمر المدن المتوسطية – برشلونة+30 (26–27 نوفمبر 2025)، شارك رؤساء البلديات والسلطات المحلية مع المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين في بحث سبل تمكين المدن من قيادة التعاون الأورومتوسطي. واستنادًا إلى ثلاثة عقود من مسار برشلونة، استكشف المؤتمر مسارات مستقبلية لتعزيز المشاركة المحلية في الأجندات والمبادرات الإقليمية، بالتنسيق مع شبكة مدن المتوسط “مديستييز” وغيرها من الشبكات.
وأخيرا عُقدت الفعالية الإقليمية حول المرونة والتعافي (27 نوفمبر 2025)، التي نظمها الاتحاد من أجل المتوسط، وركزت على كيفية بناء منطقة متوسطية أكثر مرونة من خلال شراكات استراتيجية، لا سيما مع دول الخليج. وناقش المشاركون أجندة مرونة متكاملة تربط بين الوقاية والتكيّف والتخفيف، وبحثوا سبل دعم التعافي المستدام بعد الأزمات وإدارة الموارد في ظل الصدمات المتداخلة.
وقد أبرزت هذه الفعاليات الجانبية الخمس معًا نموذجًا متجددًا للتعاون الأورومتوسطي، تعمل فيها المؤسسات الإقليمية والحكومات والسلطات المحلية والمجتمع المدني جنبًا إلى جنب. وستُرفع مخرجاتها إلى مناقشات المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط وإلى تنفيذ الرؤية الإستراتيجية الجديدة للاتحاد من أجل منطقة متوسطية أكثر شمولاً ومرونة واستدامة.
