
الاتحاد من أجل المتوسط يحاور سكينة البوج
ما هي قيمة دور المرأة في خلق فرص العمل بالنسبة لك؟
بالنسبة لي، المرأة بالفعل مديرة من الأساس. فالمرأة التي تعتني ببيتها، وأطفالها وزوجها هي رائدة أعمال. ويجب إعطاء المرأة مكانها في المجتمع لتكون نشطة، لتقود مشروعها إلى مستوى عالٍ في بلدان البحر الأبيض المتوسط..
حدّثينا عن مشروعك.
حالياً، أنا مقاولة شابة في بلدي. أنشأت شركتي الخاصة حديثا، وتتمثل في تشييد مدرسة تعليم خاصة، تشمل مرحلة الحضانة، والتعليم الابتدائي، والإعدادي والثانوي، وسوف تكون في منطقة ريفية بالمغرب وليس في مدينة كبيرة، وذلك بغية إعطاء فرصة لأطفال المناطق الريفية للاستفادة من مستوى عال من التعليم، بنفس الطريقة التي يستفيد منها أطفال المدن الكبيرة.
كيف سيساهم إنشاء هذه المدرسة في التحفيز على خلق فرص العمل؟
في البداية، سيساهم إنشاء المدرسة في خلق فرص للعمل فيما يخص بنائها. وفي وقت لاحق، ستوظف المدرسة ما بين 60 و70 شخصاً، سوف تعتمد عليهم المدرسة لمزاولة نشاطها، مثل الموظفين الإداريين، والمدرّسين، وسائقي النقل المدرسي، وعُمال التنظيف، وغيرهم.
كيف دعَّمَك الاتحاد من أجل المتوسط للاستثمار في هذا المشروع؟
بصفتي مستفيدة من برنامج “الفتيات كرائدات أعمال” الذي يحمل توقيع الاتحاد من أجل المتوسط، أتيحت لي الفرصة للقيام بتدريب في بنك الاستثمار الأوروبي في لوكسمبورغ، ما سمح لي بمواجهة العالم المهني وفهم إجراءات العمل على المستوى المهني. لقد وجدت هنا الزخم الذي كنت بحاجة إليه لتطوير فكرة مشروعي وأعتقد بأنني أصبحت مستعدة لأكون جزءًا من سوق ريادة الأعمال النسائية، لكي أتقدّم أساهم في تقدم أشخاص آخرين في منطقتي.
فيما يتمثل بالضبط مشروع “الفتيات كرائدات أعمال”؟
بالإضافة إلى التدريب، أتيحت لي فرصة المشاركة في ورشات عمل قدمتها جمعية النساء المقاولات بالمغرب (AFEM) حول أهمية المساواة بين الجنسين وإعطاء المرأة مكانتها في المجتمع المدني.
كيف سيساعد مشروعك الفتيات والنساء في منطقتك؟
فيما يخص خلق فرص العمل، فإن إنشاء مدرستي سيساعد نساء المنطقة في الحصول على وظائف وتشجيعهن على العمل. وبما أن الأمر يتعلق بمنطقة ريفية، فما زالت هناك معتقدات قائمة ترى بأنه لا ينبغي على المرأة العمل، ويجب عليها البقاء في البيت لرعاية أبنائهن وحماية بيوتهن. وأحاول من خلال مشروعي القضاء على مثل هذه الأفكار التي يحملها الذكور خاصة وتوعية النساء بأهمية نشاطهن، والعمل حتى يجدن مكانتهن في المجتمع.
بصفتك امرأة شابة أقامت مشروعاً في مجتمع تقليدي، ما هي أهم التحديات التي تواجهك في هذا الصدد؟
أعتقد أنني كنت محظوظةً قليلاً في هذا الجانب، حيث أنني استفدت من تشجيع الحكومة والمسؤولين في الجماعة من أجل تنفيذ المشروع بنفس الرؤية التي سيساعد بها ذلك في تحسين وضعية المرأة، بالدرجة الأولى، في المنطقة.
ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للنساء اللواتي يرغبن في إنشاء مشاريعهن الخاصة؟
أود أن أقول لهن إنني أثق فيهن، وفي قدراتهن. ينبغي علينا أن لا نعتقد أن الرجال هم دائماً الأفضل لريادة الأعمال أو لاتخاذ القرارات. نحن النساء لدينا أيضا دور نلعبه.
هل أنت متفائلة فيما يخص مستقبل النساء في المنطقة؟
لحسن الحظ، نعم. وأعتقد أن هناك تحسن إيجابي في الوضع العام للمرأة في المغرب. وأصبحنا أكثر وأكثر انفتاحاً على إعطاء المرأة مكانةً في مواقع صنع القرار، وتشجيعها على تحسين وضعيتها.
للمزيد من المعلومات حول المشروع
يشجع مشروع “الفتيات كرائدات أعمال” الذي يحمل توقيع الاتحاد من أجل المتوسط على خلق المشاريع الخاصة وخلق المشاريع لصالح الطلاب الشباب الجامعيين المقبلين على التخرج في الأردن، والمغرب، وفلسطين وإسبانيا، والراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة. ويركز هذا المشروع على تنظيم أيام سيدات الأعمال (Women Entrepreneurship Days أو WED)، وهي سلسلة من المؤتمرات التي تقدم للمشارِكات تدريباً خاصاً ودعماً لخلق الأعمال.
وفي 15 يناير/كانون الثاني 2014، وقعت رابطة منظمات سيدات الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط (AFAEMME) والاتحاد من أجل المتوسط على مشروع بروتوكول عالمي لضمان تكرار المشروع في الدول وجامعات أخرى في المنطقة الأورو-متوسطية في محاولة لتعزيز روح خلق الأعمال لدى النساء والمساهمة في تنمية اقتصادات مستدامة قائمة على المبادرة الخاصة، والتعليم الجيد والمساواة بين الجنسين.
وسوف تشمل المرحلة الثانية من المشروع سبع دول، هي مصر، وتونس وألبانيا التي ستنضم إلى الدول الأربع المشاركة في المرحلة الأولى. وسوف تشمل المرحلة الثالثة الدول السبع التي شاركت في المرحلتين الأولى والثانية من المشروع، بالإضافة إلى الجزائر، وكرواتيا، ولبنان وتركيا. وبانتهاء المراحل الثلاث من المشروع في 2015، سيكون عدد الدول المشاركة فيه قد بلغ 11 بلدا في المجموع.