Blog

سيوفر هذا المشروع إدارة متكاملة عالية النوعية للنفايات الصلبة في إحدى أكبر المدن التركية  وهي إزمير  التي تمر -في مرحلة حرجة؛ إذ لم يتبق من القدرة الاستيعابية لمدفن النفايات الصلبة الحالي بالمدينة، الذي أنشئ في عام 1992، إلا أربع سنوات أخرى.

ستعتمد المنشأة الجديدة نهجاً مبتكراً في إدارة النفايات إذ   سيكون الأول من نوعه في تركيا، وذلك بمعالجة النفايات في منشأة أوتوماتيكية بالكامل داخل أماكن مغلقة وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية كالطاقة أو السماد العضوي.

ستجلب منشأة إدارة النفايات الصلبة في إزمير، المقرر إنشاؤها من يناير 2018 في الجزء الشمالي من إزمير على مساحة 143 هكتاراً وبسعة استيعابية تقدر  2100 طن يومياً، منافع بيئية كبيرة لمدينة إزمير لتقليل الآثار المرتبطة بإدارة النفايات إلى حدها الأدنى وتحسين مستويات معيشة السكان. سيخدم المشروع بمجرد الانتهاء منه تسعة أحياء في المنطقة، مما يعود بالنفع على 2.7 مليون شخص.

وفي هذا الصدد، سيكون للمشروع أثر إيضاحي مهم ومنافع بيئية وصحية كبيرة تعود على مدينة إزمير. وسيساعد الجهود الرامية إلى خفض ومنع انبعاثات غازات الدفيئة، والحد من انطلاق الملوثات، والحفاظ على الموارد، وتوفير الطاقة، وكذلك المساهمة في إعادة تدوير النفايات وإنتاج الطاقة. ستساعد الكفاءة في إدارة النفايات الصلبة على الحد من الآثار السلبية على البيئة وعلى الصحة البشرية، كما ستدعم أيضاً التنمية الاجتماعية الاقتصادية.

وفي ظل نظام معالجة النفايات الجديد، سيكون بمقدور جهة التشغيل المستقبلية تحقيق إيرادات من خلال إعادة تدوير النفايات وعمليات تحويل النفايات إلى طاقة، وذلك على النقيض من ممارسة دفن النفايات الحالية غير المستدامة. وفيما يخص الجوانب الاجتماعية، ستساعد أنشطة بناء القدرات والتدريب المهني الموجهة إلى جامعي النفايات غير القانونيين في دمجهم في القوة العاملة الرسمية والنهوض بنوعية حياتهم.

يتسق المشروع تماماً مع أهداف الاتحاد من أجل المتوسط، وذلك بمقتضى الولاية الممنوحة له من المؤتمر الوزاري الأول بشأن التنمية الحضرية المستدامة الذي عقد في ستراسبورغ في نوفمبر 2011، والتي يعمل الاتحاد من أجل المتوسط بمقتضاها على تعزيز التنمية الحضرية المستدامة بنهج اجتماعي واقتصادي وبيئي متكامل يكفل الترابط الإقليمي.

كما يتسق أيضاً مع استراتيجية الاتحاد من أجل المتوسط بالترويج لمشروع حضري مستدام ومبتكر لإدارة النفايات الصلبة مع إعادة توليد الطاقة ومعالجة مياه الصرف، فضلاً عن الجانب الاجتماعي الذي يتضمن برامج اجتماعية لبناء القدرات والتدريب المهني. وهكذا فهو يجمع بين الجهود المبذولة من الاتحاد من أجل المتوسط في مجالي النقل والتنمية الحضرية وجهود في مجالات الطاقة والمياه والبيئة. علاوة على ذلك، يقدم المشروع حلولاً قابلة للتكرار إقليمياً استجابة لتحديات التنمية الحضرية الرئيسية التي تواجه المنطقة والناشئة عن الضغوط الديمغرافية والبيئية.