تخفيف الضغط على المحيطات والبحار وخلق الظروف المواتية لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام
شارك الاتحاد من أجل المتوسط في المنتدى الدولي لإدارة المحيطات التابع للاتحاد الأوروبي، الذي دشنته المفوضية الأوروبية بالاشتراك مع دائرة العمل الخارجي الأوروبي من أجل توفير منبر للحوار يساعد على مناقشة التحديات التي تواجه المحيطات وحلول إدارتها.
27-24 أبريل 2020. انعقد المنتدى الدولي لإدارة المحيطات عبر الإنترنت خلال يومي 23-24 أبريل بهدف مواصلة تعزيز الإدارة الدولية للمحيطات من أجل تعزيز استدامة استخدام المحيطات والبحار والتحول إلى الاقتصاد الأزرق. شارك في المنتدى كل من إيسيدرو أفونسو الأمين العام المساعد للاتحاد من أجل المتوسط وأليساندرا سينسي رئيسة قطاع البيئة والاقتصاد الأزرق بالاتحاد من أجل المتوسط، حيث تمحورت المناقشات حول تدهور النظم البيئية وما يتصل بذلك من آثار اقتصادية واجتماعية مرتبة على الأنشطة المرتبطة بالبحار، مثل إمدادات الغذاء والسياحة. سلّط المتحدثون الرئيسيون مثل فيرجينيوس سينكفيسيوس المفوض الأوروبي للبيئة والشؤون البحرية ومصايد الأسماك، وبيتر طومسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون المحيطات، الضوء على 5 تحديات رئيسية تواجه الاقتصاد الأزرق المستدام. يتمثل الإجراء الأول الذي يجب اتخاذه في التصدي لمشكلة التلوث من أجل تحقيق الوضع الصحي والسليم في المحيطات واستعادة النظم البيئية البحرية، حيث تستمر البيئة البحرية في التدهور، بغض النظر عن الجهود المبذولة للحد من التلوث. وفي هذا الصدد، يمثل التلوث البلاستيكي تحديًا رئيسيًا يجب التصدي له على وجه السرعة، حيث يدخل ما بين 8 إلى 13 مليون طن من البلاستيك إلى المحيطات كل عام. من المتوقع أن يتضاعف إنتاج البلاستيك على مدار العشرين عامًا القادمة، تتحول بعض النهج الأخرى مثل مبادرات سلسلة القيم وسوق “الإنتاج بقدر الاستهلاك” نحو المنتجات “الأكثر صداقةً للبيئة”، وذلك وفقًا لتوصيات المنتدى.
استهدف المنتدى الدولي لإدارة المحيطات كذلك الحاجة إلى التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث نصح المشاركون في المنتدى المجتمعات المحلية بالمشاركة في المبادرات المرنة قصيرة وطويلة الأمد، حيث إن الزيادة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قد أدت بالفعل إلى زيادة حموضة المحيطات، وانخفاض مستويات الأكسجين، وارتفاع درجة حرارة المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة وتيرة الظواهر المناخية بالغة الشدة. هذه التغييرات لها تأثير مباشر على الإدارة المستدامة للموارد الغذائية في المحيطات. اتسعت رقعة أنشطة صيد الأسماك، التي تتم في العادة في المناطق الساحلية، الآن في أعالي البحار، حيث تعاني أكثر من 30% من الأرصدة السمكية في العالم من الصيد المفرط، وهو ما يؤدي إلى تغيير النظام البيئي والسلسلة الغذائية، مما يؤثر على السكان المحليين بالمناطق الساحلية الذي يعتمدون على هذه النظم البيئية. وفي النهاية، شدّد المنتدى على الضرورة الملحة لتهيئة الظروف المواتية لتحقيق الاقتصاد الأزرق المستدام والإدارة الفعالة للمحيطات، حيث إن العديد من الأنشطة التي تُعد جزءًا من الاقتصاد الأزرق (مثل مصايد الأسماك، وتربية الأحياء المائية، وبناء السفن، والسياحة، وكذلك الصناعات الناشئة، بما في ذلك طاقة المحيطات والتكنولوجيا الحيوية) لا تزال لها آثار مباشرة أو غير مباشرة كبيرة على صحة النظم البيئية البحرية.
تماشيًا مع التبادلات الجارية بين الدول الثلاث والأربعون أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط من أجل التحضير للاجتماعات الوزارية للاتحاد من أجل المتوسط بشأن الاقتصاد الأزرق والبيئة وتغير المناخ، أكد المنتدى الدولي لإدارة المحيطات كذلك على أنه، في ظل النمو المستقبلي المتوقع في الاقتصاد الأزرق، من الضروري النظر في استخدام أدوات الإدارة المختلفة، بما في ذلك، من بين أشياء أخرى، تخطيط الحيز البحري، والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، والحلول القائمة على الطبيعة (مثل شبكات المناطق البحرية المحمية).