
التضامن والقدرة على التحمل والأمل … مفتاحنا لاجتياز هذه الجائحة
يذكرنا الوضع غير المسبوق الناجم عن الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حول العالم بأن التهديدات العالمية لا تعترف بالحدود. إن بعض حالات التفشي الأسرع والأكثر إثارةً للقلق التي تم تسجيلها حتى الآن توجد في بعض البلدان الأورومتوسطية. إن مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) يعود إلى فيروس فريد من نوعه في جوانب عديدة. إن فهم المزيد عن هذا الفيروس أمر أساسي من أجل امتلاك القدرة على الحد من الخوف وزيادة الأعمال الاستباقية. على الرغم من ذلك، فإن الاستجابة الجماعية لمواطنينا أثبتت أننا نمتلك أدوات ذات قدرة هائلة، أهم من أيّ وقت مضى: القدرة على التحمل والتضامن.
يرغب الاتحاد من أجل المتوسط -من خلال هذا البيان- في أن يعرب عن أنه، أولًا وقبل كل شيء، قلوبنا مع مواطني المنطقة الأورومتوسطية، حيث أثر تزايد وتصاعد هذه الجائحة على أسرتنا العالمية، مما أدى إلى وضع غير مسبوق لم نشهده طوال حياتنا. صحة مواطنينا هي شغلنا الشاغل.
ننضم إلى الملايين والآلاف الذين جمعهم التصفيق من الشرفات والنوافذ في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك في جميع أنحاء العالم، كما نعرب عن امتناننا وإعجابنا بموظفي القطاع الصحي، الذين يعملون بالصفوف الأولى لمواجهة هذه الجائحة، وكذلك أولئك الذين يحافظون على الخدمات الحيوية قيد التشغيل، فتضامنهم وشجاعتهم ومثابرتهم تساعدنا جميعًا على مكافحة آثار فيروس كورونا المستجد، على الرغم من الخطر الكبير الذي يواجهونه.
وفي الوقت ذاته، نؤكد على أهمية الامتثال لتوصيات منظمة الصحة العالمية والتزامنا القوي تجاه السلطات الصحية، حيث نتعاون جميعًا في مكافحة هذا المرض. لقد اتخذت أمانة الاتحاد من أجل المتوسط بعض التدابير وفقًا للنصائح الرسمية لتقييد أو تأجيل أنشطة معينة. ومع ذلك، تعمل فرقنا بنشاط كبير من منازلهم للحفاظ على سلامتهم. نتحلى بالقدر الكافي من التصميم واليقظة والفاعلية، فعندما نتغلب على هذا الفيروس، ستكون مهمتنا هي المساهمة -من خلال الحوار الإقليمي ومبادرات التعاون- في انتعاش اقتصاداتنا وإحياء الصناعات ومجالات العمل الأكثر تضررًا.
ولذلك، يرغب الاتحاد من أجل المتوسط في تأكيد التزامه بالسعي إلى إيجاد حلول مشتركة للتحديات الجديدة التي نواجهها، ليس فقط في مجال الصحة، ولكن أيضًا في الحماية المدنية، وخلق فرص العمل، وتطوير الأعمال وما إلى ذلك. في ظل هذه الأوقات الاستثنائية، يُعد هذا النوع من التصميم الإيجابي أمرًا ضروريًا، إلى جانب امتلاك رؤية واضحة، بينما نركز جهودنا على محورين أساسيين للعمل: التنمية البشرية والتنمية المستدامة.
نقف مع مواطنينا ومع العالم بأسره في هذه الأوقات العصيبة. نتمنى الشفاء التام لجميع المصابين ونثق من أننا سنتغلب معًا على هذه الأزمة الصعبة الجديدة بشكل نهائي.