
الأمين العام فتح الله السجلماسي خلال المؤتمر الدولي الأول للدبلوماسية الوقائية في حوض البحر المتوسط: “الاتحاد من أجل المتوسط: منصة إقليمية قيمة للدبلوماسية الوقائية”
لقنت (أليكانتي)، في 31 مايو/أيار 2016. انعقد المؤتمر الدولي الأول للدبلوماسية الوقائية في حوض البحر المتوسط تحت شعار “الوقاية من الصراع وأجندة الأمم المتحدة” بمبادرة من وزير الخارجية والتعاون الإسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغايو في كازا ميديتيرانيو بمدينة لقنت الإسبانية في 30-31 مايو/أيار 2016.
استهدف المؤتمر تعزيز الدبلوماسية الوقائية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وبحث التحديات الراهنة في عموم منطقة البحر المتوسط، مع تبادل الممارسات الجيدة في الوقاية من الصراع وتشجيع علاقات أوثق فيما يتعلق بحقوق الإنسان والتنوع الثقافي في المنطقة. كان من بين المشاركين رفيعي المستوى المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين السابق أنطونيو غوتيريس، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي مباركة بوعيدة، ومساعد وزير الخارجية المصري للعلاقات متعددة الأطراف والأمن الدولي هشام بدر، ونائب الأمين العام للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية بيدرو سيرانو دي هارو. وكان هناك العديد من المؤسسات المهمة التي مُثلت على أعلى مستوى في المؤتمر منها المعهد الأوروبي للسلام، ومؤسسة آنا ليند، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للحوار بين الأديان والثقافات، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
واستعرض الأمين العام السجلماسي أنشطة الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط والواحد وأربعين مشروعاً التي اعتُمدت حتى الآن، مسلطاً الضوء على العدد المتنامي من المستفيدين والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن تؤتيه هذه المشاريع في المنطقة. وصرح الأمين العام قائلاً: “تستدعي الوقاية الفعالة من الصراعات مجهوداً أكثر طموحاً وتنسيقاً للتصدي الجماعي للأولويات الثلاث المتشابكة في منطقتنا وهي التنمية البشرية والتكامل والاستقرار. وكما هو الحال في أوروبا أو الأمريكتين أو آسيا، فإن التكامل الاقتصادي الأعمق هو وحده الذي يمكنه توفير الأساس للتنمية البشرية المستدامة والاستقرار. ويعتبر الازدهار والاستقرار في منطقة البحر المتوسط بدورهما بالغي الأهمية للأمن والنظام العالميين. ومن ثم فمن الضروري أن نتصدى للأسباب الجذرية لمصادر التوتر وانعدام الأمن وأن نواصل العمل على وضع أجندة مستدامة ومتكاملة. فالاستثمار في التكامل الإقليمي يعني الاستثمار في السلام والاستقرار”.
ناقش المشاركون مختلف سبل تعزيز الدبلوماسية الوقائية في المنطقة من خلال الجهود المستمرة في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، والتي ينصب تركيزها على ثلاث أولويات رئيسية وهي التكامل الاقتصادي الأورومتوسطي، وتعزيز رأس المال البشري في المنطقة بصفته عماد التنمية المستدامة والنمو الشامل للجميع، وتعزيز الحوار الإقليمي للمساهمة بدرجة أكبر في الاستقرار الإقليمي.
وأعرب المشاركون عن اهتمامهم بالأثر الإيجابي لأنشطة الاتحاد من أجل المتوسط ومشاريعه من حيث الوقاية من الصراع، وفي المقام الأول الأنشطة والمشاريع المكرسة لتعزيز رأس المال البشري، وخصوصًا النساء والشباب، كالمشاريع العشرة التي يجري تنفيذها في إطار المبادرة المتوسطية للتوظيف والمعنية بصلاحية الشباب للتوظيف وتعليمهم وتنقّلهم، حيث تستهدف ما يقدر بمائة ألف مستفيد معظمهم من الشباب. كما ثمنوا أيضاً الاتحاد من أجل المتوسط كمنظمة دولية مدفوعة بالدعم السياسي المقدم من دولها الأعضاء الثلاث والأربعين وباعتباره “المنصة الحكومية الدولية الأكثر شمولاً في المنطقة” وبالتالي فهو يلعب دوراً فريداً من نوعه في تشجيع الحوار وبناء الثقة في حوض البحر المتوسط.
كازا ميديتيرانيو مؤسسة للدبلوماسية العامة مكرسة لتعزيز العلاقات وتعميقها بين مملكة إسبانيا والبلدان المجاورة في منطقة البحر المتوسط.