منتدى سيدات الأعمال بالاتحاد من أجل المتوسط يجمع سيدات الأعمال لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد الدائري وفي التكنولوجيا والابتكار
انعقد منتدى سيدات الأعمال التابع للاتحاد من أجل المتوسط لعام 2019 في برشلونة خلال الفترة 19-21 نوفمبر على هامش المؤتمر العالمي – إكسبو المدن الذكية. حضر هذا المنتدى سيدات أعمال، ومنظمات وطنية لسيدات الأعمال، ومنظمات دولية رائدة، وصناديق دعم الأعمال التجارية من المنطقة الأورومتوسطية بهدف تبادل المعرفة والأفكار حول مختلف الفرص التجارية، والممارسات الجيدة، ونماذج الأعمال المبتكرة والناجحة. ركّز منتدى هذا العام على تعزيز دور المرأة في الاقتصاد وفي التكنولوجيا والابتكار.
خلال مناقشات المائدة المستديرة بشأن “دور المرأة في الاقتصاد الدائري”، نُوقشت التحديات والفرص المتاحة للمرأة في المنطقة الأورومتوسطية، كما عُرضت نماذج أعمال مختلفة. نماذج الاقتصاد الدائري معقدة وتتطلب تعبئة ومشاركة الشركاء من القطاعات المختلفة مثل الإدارة الحكومية، والأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص. هناك حاجة أيضًا إلى التواصل لزيادة الوعي بين مختلف أصحاب المصلحة حول أهمية الاقتصاد الدائري، كما أن التعريف بهذا الأمر مهم للغاية من أجل تحديد الشركات والمنظمات التي تطبق هذه النماذج الدائرية ومنحها رؤية أوضح. أشار المشاركون في المناقشات إلى أهمية التنظيم والحوافز الحكومية لتسهيل تنمية الاقتصاد الدائري وتعزيز الحوار بين الشركات الخاصة والمؤسسات العامة. يتمثل أحد العوائق الرئيسية التي تواجه النساء في الحصول على التمويل، أي نقص التمويل المتاح ونقص القروض. الدعم السياسي ضروري أيضًا لمساعدة النساء على الحصول على التمويل وتنمية أعمالهن. أشار المتحدثون إلى أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يفيد النساء من خلال جعل الوصول إلى التمويل أسرع وأكثر فعاليةً والحد من التحيز الجنساني.
سلّط المتحدثون الضوء على الحاجة إلى مزيد من التدريب وبناء القدرات لتشجيع الشركات التي تقودها النساء لأنهن كثيرًا ما تصارعن لبيع أفكارهن التجارية للمستثمرين. تُعد برامج التعجيل التي تساعد على بناء القدرات مهمةً للغاية وكذلك المنصات أو الشبكات التي يمكن أن تساعد النساء على بناء شراكات. يمكن أن تكون الحصص المُخصصة للنساء مفيدةً أيضًا طالما أنها تسير جنبًا إلى جنب مع التعليم.
شدّد المتحدثون –خلال الجلسة التي تناولت مسألة الوصول إلى التمويل- على الحاجة إلى حوافز اقتصادية، وليس مجرد تخفيض الضرائب، حيث يجب تقديم حوافز للمؤسسات الكبيرة عندما تؤسس شركات أصغر تقودها النساء. ينبغي على الشركات الخاصة الكبيرة بذل قصارى جهدها لزيادة عدد النساء في سلسلة التوريد لديهم. يمكن لإدارة المشتريات الحكومية أيضًا أن تلعب دورًا من خلال معاملة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء معاملةً تفضيليةً في العقود الحكومية.
أكّد المتحدثون -خلال مناقشات المائدة المستديرة بشأن “دور المرأة في التكنولوجيا والابتكار”- على الحاجة إلى جذب المزيد من النساء إلى هذا القطاع. قد تتسبّب الثورة الصناعية الرابعة وأتمتة العديد من العمليات في فقدان العديد من الوظائف التي تقوم بها النساء في الوقت الحالي. ولذلك، من الضروري جذب المزيد من النساء إلى قطاع التكنولوجيا والابتكار وإعدادهن للقيام بوظائف جديدة.
أوضح المشاركون في المناقشات أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لجعل التوصيف الوظيفي أكثر جاذبيةً للنساء. هناك أيضًا حاجة لوجود المزيد من النساء في لجان اختيار الوظائف. يجب تشجيع الفتيات الصغيرات (من سن 7 أو 8 سنوات) على اختيار العلوم والتكنولوجيا مسارًا وظيفيًا لهن من خلال إقناعهن بأن العلوم والتكنولوجيا والهندسة هي وسيلة لمساعدة المجتمع. تُعد القدوات والمرشدات من النساء عنصرًا مهمًا أيضًا حيث يلهمن الفتيات الصغيرات ويقدّمن شبكة دعم للنساء اللائي يقررن دخول هذا القطاع.
اقترح المتحدثون –على المستوى السياسي- أن الحكومات يجب أن تتشارك مع الشركات والمؤسسات في مجال التكنولوجيا وأن تستخدم مهارات الاتصال الخاصة بها لتسيير وجود منصات تسمح بالشراكات بين الجانبين. تناول المشاركون في المناقشات أيضًا مسألة وصول النساء إلى التمويل في مجال التكنولوجيا والابتكار، كما سلّطوا الضوء على حقيقة أن المستثمرين قد يكونوا متحيزين بسبب أسلوب الذكور في الترويج للحصول على التمويل؛ فمن الضروري تدريب المستثمرين للنظر فيما هو أبعد من الأسلوب والبحث عن القيمة في الأفكار.
حظي المشاركون أيضًا بفرصة المشاركة في زيارتين ميدانيتين لشركات محلية ناشئة في برشلونة. الشركات التي تم اختيارها لزيارتها هذه النسخة من المنتدى هي شركة إيكو باولا، وهي شركة مسؤولة اجتماعيًا تصنع منتجات تنظيف صديقة للبيئة، وشركة باك تو إيكو، وهي شركة أزياء تقودها النساء تمتلك نموذج اقتصاد دائري. قابل الحاضرون مؤسسي هذه الشركات وقاموا بجولة بصحبة مرشد لزيارة مباني هذه الشركات للتعرف على نماذج أعمالها ومنتجاتها.
نُظِّم هذا الحدث بالتعاون مع المؤتمر العالمي – إكسبو المدن الذكية، الذي نظمته شركة فيرا دي برشلونة، بدعم من مركز الأنشطة الإقليمية للاستهلاك والإنتاج المستدامين، وشبكة النمو الأخضر التابعة لبرنامج إنتيريغ ميد (Interreg MED)، ووكالة القدرة التنافسية التجارية بحكومة كتالونيا (ACCIÓ)، وبدعم مالي من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (SIDA).