آية العريف، تقود جهود التعليم وريادة الأعمال النسائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في منطقة لا تزال فيها الأنظمة التعليمية بحاجة للتحسين وترتفع معدلات الغياب المدرسي أحيانا لتكون أعلى من المقبول، فلدى آية العريف الإجابة على ذلك: وارد، وهي شركة ناشئة في مجال تكنولوجيا التعليم، أسستها رائدة الأعمال المصرية في ذروة كوفيد عندما كانت حاملاً.
تقوم الشركة بإنشاء ألعاب رقمية تعزز تجارب التعلم للأطفال في الفصل الدراسي وتطبق مبدأ بسيط وهو: انه كلما كان الطلاب أكثر حماسًا وتفاعلًا، زادت احتمالية التعلم.
وتقول العريف في مقابلة أجريت مؤخرًا مع الاتحاد من أجل المتوسط:”عندما كنت في رحلة إلى صعيد مصر، رأيت العديد من الفتيات اللاتي يلعبن في الشارع، وتساءلت عن سبب عدم رغبتهن في الذهاب إلى المدرسة”.
فلكونها سيدة أعمال ذات خبرة في الرسوم المتحركة والرسومات، خطرت لها فكرة استخدام التلعيب كوسيلة لتشجيع الأطفال على الذهاب إلى المدرسة وبالتالي تحسين النتائج التعليمية، مما أدى إلى ولادة “وارد”.
وتوضح: “نحن نصنع محتوى يجعل المناهج التعليمية أسهل وأكثر تفاعلية للأطفال، فبدلاً من الشعور بالملل، يريدون الإجابة على الأسئلة لأنهم حريصون على ممارسة الألعاب”.
وتضيف:”اعتاد المعلمون على الاتصال بنا وإخبارنا أنهم سعداء جدًا ببدء الأطفال في العودة إلى المدرسة لأنهم يريدون تجربة الألعاب.”
ومن خلال الألعاب القائمة على المناهج الوطنية، ساعدت وارد في تحديث أساليب التدريس وتحسين المهارات الرقمية لنحو 30 ألف طالب في أكثر من 150 مدرسة في مصر، وفرنسا وإنجلترا ونيجيريا وساحل العاج. ويشمل ذلك أيضًا المدارس المحرومة حيث تبحث وارد بشكل دوري عن فرص التمويل لتزويدها بالأجهزة وتدريب المعلمين على كيفية استخدامها. وقد أعدت الشركة دروسًا للمرحلة الابتدائية في اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والعلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية في الوقت الحالي، لكن العريف تأمل في التوسع إلى الصفوف الأعلى – وفي المزيد من البلدان – قريبًا أيضًا.
كرائد أعمال، ربما تمثل العريف التجسيد الأمثل لروح المبادرة، المدفوعة بالرغبة المستمرة في إزالة العقبات. لقد خدمتها هذه العقلية بشكل جيد ليس فقط كرئيسة تنفيذية لشركتها الخاصة، ولكن أيضًا كمديرعام لنادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي مبادرة ذاتية الإدارة أطلقها لأول مرة الاتحاد من أجل المتوسط ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في عام 2021 والتي تم الإشادة بها مؤخرًا لاعتمادها أفضل الممارسات من خلال مشروع CREACT4MED الممول من الاتحاد الأوروبي.
ولكن كيف وصلت إلى ذلك؟ وتعترف العريف بأنها لم تكن دائمًا صاحبة المبادرة الإيجابية التي هي عليها اليوم. في روايتها، يمكن أن يُعزى ذلك، جزئيًا على الأقل، إلى تجربة العمل السلبية في وقت مبكر من حياتها المهنية والتي أثبتت أنها أكثر تحولًا مما كانت تتخيله في ذلك الوقت.
وتتذكر: «عملت في استوديو رسوم متحركة مشهور جدًا في القاهرة في أوائل العشرينات من عمري…لم يرغبوا في توظيف النساء، لكنني حصلت على الوظيفة لأنني كنت موهوبة وكان المخرج يعرفني”.
في أحد الأيام، عندما جاء الرئيس التنفيذي لزيارتها من الخارج، اضطرت إلى الاختباء.
وتقول باستياء: “بقيت في الشرفة تحت الشمس لمدة ساعة…ولكن هناك بعض الخير الذي نتج عن ذلك وقلت لنفسي إنني لست بحاجة لفعل هذا ولن أكون في هذا الموقف بعد الآن”.
هذه ليست سوى واحدة من الأمثلة العديدة للتمييز الجنساني الذي واجهته منذ ذلك الحين على المستوى المهني، ولكنها كانت بمثابة نقطة تحول في حياتها المهنية، مما دفعها إلى إطلاق أول شركة ناشئة لها – ثم الثانية والثالثة بعد فشل الشركتين السابقتين.
كما ألهمها ذلك للعمل مع نساء أخريات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعمل بلا كلل لكسر الحواجز في عالم الأعمال الذي يهيمن عليه الذكور.
وتضيف العريف: “عندما يقول لي شخص ما إنني لا أستطيع فعل شيء ما، فإنني أفعله”. “المرأة حريصة على العمل ومتشوقة للنجاح. عندما تجعل النساء يشعرن بأنهن قويات ويستطيعن القيام بالكثير من الأشياء، فإنهن قادرات على ذلك بالفعل.
شاركت آية العريف في مبادرة نادي سيدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتشغل حاليًا منصب المدير العام له. ويحظى نادي سيدات الأعمال بدعم الاتحاد من أجل المتوسط ومنظمة اليونيدو. وباعتباره فرعًا إقليميًا لنادي الأعمال الأفريقي، يتمتع الأعضاء بإمكانية النفاذ إلى شبكة واسعة من رواد الأعمال والمحامين والاستشاريين والمديرين التنفيذيين والمستثمرين في قطاعات متنوعة مثل الطاقة والزراعة والتعدين والتكنولوجيا والبناء والتمويل وتجارة التجزئة والتوزيع التي تمكن أعضاء النادي من التواصل وتنمية أعمالهم.
لمعرفة المزيد عن الاتحاد من أجل المتوسط وجهوده من أجل مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والعامة:
• اكتشف الأعمال التي يقوم بها قسم الشؤون الاجتماعية والمدنية
• اطلع على المزيد من البيانات حول هذا الموضوع بفضل أول آلية حكومية دولية لرصد المساواة بين الجنسين في المنطقة الأورومتوسطية