
القاهرة تستضيف الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية لدول البحر الأبيض المتوسط
أكتوبر 2025، القاهرة. استضاف البنك المركزي المصري الدورة التاسعة من مؤتمر البنوك المركزية لدول البحر الأبيض المتوسط، تحت عنوان “توظيف الابتكار والتكامل من أجل التنمية المستدامة والشاملة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.”
ونُظم المؤتمر بالتعاون مع بنك إسبانيا المركزي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD)، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط (IEMed)، والاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، بمشاركة محافظي البنوك المركزية من دول أورومتوسطية مختلفة، إلى جانب صانعي السياسات والأكاديميين وممثلي المؤسسات المالية الدولية.
وأكدت الأمينة العامة المساعدة للاتحاد من أجل المتوسط، ميلتم بيوك قرقاش، أن المنطقة لا يمكن أن تطلق كامل إمكاناتها إلا من خلال تعزيز التكامل الإقليمي. وأشارت إلى أن البحر الأبيض المتوسط يواجه اليوم “توترات جيوسياسية، وفجوات تنموية، وعدم مساواة اجتماعية، بالإضافة إلى الفجوة الرقمية”، مضيفة أن التحولات الخضراء والرقمية يجب أن تكون محركات التعاون المستقبلي. كما شددت على التزام الاتحاد بترجمة هذه الرؤية إلى “إجراءات ملموسة تحدث أثرًا فعليًا لصالح شعوب المنطقة.”
من جانبه، أكد محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله، أن البحر الأبيض المتوسط، الذي كان عبر التاريخ جسرًا للتواصل بين الشعوب والثقافات والقارات، يجب أن يتحول اليوم إلى مركز للابتكار والقدرة على الصمود. وشدد على أهمية العمل الجماعي لتحويل التحديات الحالية إلى فرص لبناء نظام مالي أكثر استقرارًا وشمولية واستدامة.
وتركزت المناقشات خلال المؤتمر حول أربعة محاور رئيسية: دور الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، تمويل التنمية المستدامة، تعزيز الشمول المالي، والتكامل المالي الإقليمي.
كما أوضح مدير فرع الدراسات القُطرية في قسم الاقتصاد بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لويز دي ميلو، الدور المحوري للبنوك المركزية في دعم الابتكار، وتمويل التحول الأخضر، وتعزيز النمو الشامل. فيما حذر رئيس المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، سينين فلورنسا، من الضغوط المتشابكة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك الصراعات، وأزمات الديون، ومخاطر تغير المناخ، مشددًا على أهمية البنوك المركزية كمرتكزات أساسية للاستقرار.
وفي ختام المؤتمر، تم الاتفاق على أن يستضيف بنك إسبانيا النسخة المقبلة، على أن يُعقد اجتماع فني تحضيري بين البنوك المركزية المشاركة قبل أربعة أشهر من انعقاد المؤتمر، بهدف تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات.