
تحسين صلاحية الشباب للتوظيف: أولوية مشتركة من أجل مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط
برشلونة، 18 أبريل/نيسان 2016. تعتبر معدلات البطالة بين الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط من أعلى المعدلات عالمياً، إذ تبلغ 25 في المائة في المتوسط، أي ما يعادل ضعف المتوسط العالمي[1]. وهذه قضية حاسمة الأهمية تؤثر على بلدان الضفتين الجنوبية والشمالية للبحر المتوسط. والواقع أن المتوسط الأوروبي يبلغ 23 في المائة، لكن يمكن ملاحظة معدل أعلى في البلدان الأوروبية الجنوبية، حيث يزيد هذا المعدل عن 50 في المائة في اليونان وأسبانيا، وعن 40 في المائة في كرواتيا وإيطاليا، وعن 30 في المائة في البرتغال. وأما في بلدان المغرب العربي والمشرق العربي، فيبلغ معدل البطالة بين الشباب ثلاثة أضعاف معدلها بين الكبار، مع تصنيف واحد من أصل ثلاثة شباب كـ”عامل رديء”، كما أن المؤهلات الجامعية تقدم ضمانات أقل وأقل للحصول على فرصة عمل مستقبلية.
كشرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار والتكامل في المنطقة، يجب أن تستند الإجراءات ذات الأولوية إلى تحسين فرص العمل، وخصوصاً للشباب، من خلال التعليم والتوظيف، ومبادرات التدريب المهني، والربط المحسّن.
الشبكة المتوسطية للفرصة الجديدة: حل مهم لتحسين صلاحية الشباب للتوظيف في المنطقة المتوسطية
مشروع الشبكة المتوسطية للفرصة الجديدة المعتمد من الاتحاد من أجل المتوسط هو برنامج للتعاون الإقليمي يهدف إلى إقامة شبكة للمراكز التي تعمل على تحسين فرص قابلية توظيف الشباب الذين تسربوا من الدراسة دون الحصول على شهادة والخريجين العاطلين في بلدان المنطقة الأورومتوسطية، مع تركيز خاص على النساء، من خلال برنامج تدريب مبتكر مستلهم من نموذج “مدارس الفرصة الثانية” التدريسي.
ويعتبر هذا المشروع – الذي يروّج له مكتب التعاون الاقتصادي لمنطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، بدعم من مدرسة الفرصة الثانية في مارسيليا ووكالة التنمية الفرنسية وإقليم ألب كوت دازور الفرنسي – جزءاً من المبادرة المتوسطية للتوظيف بقيادة الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط.
تقديم حلول على الأرض
ظلت نحو 50 مدرسة من مدارس الفرصة الثانية موزعة على 100 موقع في فرنسا، وعلى مدى نحو عقدين من الزمن، تقدم دعماً شاملاً (على هيئة تعزيز للمهارات الناعمة وخبرات التدريب الداخلي في الشركات الشريكة بالتناوب مع التدريب والعون في الجوانب الاجتماعية) لتحسين الاشتمال الاجتماعي والمهني للشباب غير المؤهلين المتسربين من الدراسة. وفي 2015، استفاد 15 ألف شاب من هذا البرنامج، حيث تتراوح معدلات الاشتمال بين 50 و 60 في المائة.
ففي إسبانيا، التي يبلغ فيها معدل التسرب من الدراسة نحو 50 في المائة، طورت المراكز المحلية إجراءات مصممة خصيصاً لتتناسب مع الشباب غير المتعلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 سنة ممن لا يحملون مؤهلات ولا يعملون. وتضافرت جهود بعض هذه المدارس لتشكيل شبكة وطنية تسمى مدارس الفرصة الثانية.
وفي منطقة جنوب المتوسط، هناك أيضاً أطراف فاعلة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني تعمل بنشاط في هذا المجال. ففي المغرب، دشنت مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط برنامج “العمل الاجتماعي ودعم الشباب” الذي عاد بالنفع على آلاف الشباب في 2015. وفي الجزائر، أنشأت شركتا دانون وسيفيتال، بالشراكة مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، مدرسة مفتاح النجاح، وهي مدرسة مبيعات للشباب العاطلين وغير المؤهلين. وفي تونس، تقدم جمعية الفرصة الجديدة التدريب لخريجي ثلاثة معاهد – ISCAE، ISG، وISET. ويرتبط أولهما بجامعة منوبة وثانيهما بجامعة تونس، بينما يرتبط الثالث بالإدارة العامة للتعليم الفني.
مؤتمر الصلاحية للتوظيف في منطقة البحر المتوسط: شبابنا يجاهر برأيه.
بعد اجتماعات اللجان التوجيهية السابقة التي عقدت في الدار البيضاء وتونس العاصمة وبرشلونة والرباط، اجتمع شركاء الشبكة المتوسطية للفرصة الجديدة في مارسيليا بمناسبة مؤتمر الصلاحية للتوظيف في منطقة البحر المتوسط.
واستهدفت هذه الفعالية إعطاء الفرصة للشباب للمشاركة برأيهم، والتدليل على الحلول المتعددة لتعزيز صلاحية الشباب للتوظيف الجاري تنفيذها من خلال العديد من الأمثلة الفعالة المستمدة من المنطقة الأورومتوسطية.
شارك في تنظيم اللقاء مكتب التعاون الاقتصادي لمنطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، ومدرسة الفرصة الثانية في مارسيليا، ووكالة التنمية الفرنسية، وإقليم ألب كوت دازور الفرنسي، بدعم من الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط في فيلا مديتيرانيه.
[1] منظمة العمل الدولية، قاعدة بيانات المؤشرات الرئيسية لسوق العمل