
الاتحاد من أجل المتوسط، الامم المتحدة لتمكين المرأة، و برنامج الامم المتحدة الانمائي ينضمون الجهود من أجل تقوية دور المرأة والشباب لمنع التطرف العنيف في منطقة البحر الأبيض المتوسط
برشلونة، 18-19 يوليو/تموز 2017. أصبح التطرف العنيف واحداً من التهديدات الخطيرة على مستوى العالم، بما فيه الم الأورومتوسطية. فهو يؤثر على أمن الإنسان وعلى الاستقرار الاقتصادي فضلاً عن رفاهة الشعوب وكرامتها وحقوقها.
ويمثل منع التطرف العنيف موضوعاً رئيسياً على جدول أعمال سياسات الحكومات بالمنطقة الأورومتوسطية. وحتى وقت قريب، كانت التحديات التي يفرضها التطرف العنيف تُقيَّم بالأساس من خلال المنظور الأمني. ولكن الشواهد والتجارب أظهرت أن منع التطرف العنيف يتطلب تجاوز النظر للاستجابات الأمنية إلى معالجة الأسباب المتعلقة بالتنمية. ويتزايد اعتراف كل من الممارسين وواضعي السياسات بأن النجاح في مواجهة التطرف العنيف يستدعي انتهاج نهج يستند إلى حقوق الإنسان؛ يتصدى للدوافع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وفي الوقت الذي تُعد فيه طرق مكافحة الإرهاب التقليدية ضرورية في الكشف عن التطرف العنيف والمخططات الإرهابية، وتفاديها، والتصدي لها، فإن البرامج التي تركز على منع التطرف العنيف تقدم وسيلة للحد من التهديد على الأجل الطويل.
وقد أظهرت مجموعة متزايدة من الشواهد أن المرأة والشباب يمكنهما لعب أدوار فعالة ومهمة في منع التطرف والتشدد، بل ويقومان بذلك فعلياً. فلديهما القدرة على نزع الشرعية عن الخطاب المتطرف في مجتمعاتهما، والاضطلاع بدور مهم في تصميم وصياغة برامج واستراتيجيات فعالة لمنع التطرف العنيف.
وفي هذا السياق، جمعت الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة في برشلونة يومي 18-19 يوليو/تموز أكثر من 40 خبيراً وممارساً ومناصراً في مجال السلام والأمن ومنع التطرف العنيف. حيث قام المشاركون بحصر الأبحاث والتجارب الراهنة في مجال منع التطرف والتشدد، مع التركيز خصوصاً على أدوار المرأة والشباب. وناقشوا أيضاً الأساليب والدروس المستفادة على المستويين الإقليمي والوطني المحددة لاحتياجات التدخلات المستقبلية، في المنطقة الأورومتوسطية، ومجالاتها الرئيسية. ووفر الاجتماع منبراً لتفاعل الخبراء، والتخطيط لوضع استراتيجيات أكثر دقة ومواءمة وفاعلية. وكان من بين الموضوعات الرئيسية التي تناولها الاجتماع: التصدي للأسباب الجذرية للعنف؛ فهم أدوار المرأة والشباب وتعزيزها؛ إشراك الأطراف المعنية، مثل السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني؛ وتحويل دفة المداولات إلى مساندة الشراكات والإجراءات الملموسة في المنطقة الأورومتوسطية.
وبحسب الخبراء المشاركين، أكدت التجربة مجدداً على أنه في حين يمكن للمرأة والشباب لعب دور مهم في منع التطرف العنيف، فهما بحاجة إلى الدعم والتمكين للقيام بذلك. كما اتفقوا أيضاً على أن دوافع التجنيد والتطرف تتفاوت حسب السياق المحلي. ومن ثم، يجب أن تواءم استراتيجيات منع التطرف العنيف وتفصل تفصيلاً دقيقاً، حتى تكون ناجعة. وكذلك، يجب أن تنسق هذه الاستراتيجيات على نحو أفضل فيما بين الممارسين، والسلطات المحلية، والمنظمات الإقليمية ومتعددة الأطراف، والمجتمع المدني، ليتسنى لها تحقيق أثر مستدام.
وفي متابعة لاجتماع الخبراء، ستعد وتنفذ خطة عمل إقليمية مشتركة بين الاتحاد من أجل المتوسط وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة، بهدف دعم وتمكين المرأة والشباب في مجال منع التطرف العنيف في المنطقة الأورومتوسطية.
وفي خارطة طريق عمل الاتحاد من أجل المتوسط الجديدة، التي صادق عليها وزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط الإقليمي الذي عقد يناير/كانون الثاني الماضي في برشلونة، اتُفق على أنه ”من خلال أنشطته، ينضم الاتحاد من أجل المتوسط إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى معالجة الأسباب الجذرية الاجتماعية والاقتصادية للإرهاب والتطرف، وينبغي أن يعد المزيد من المشاريع والمبادرات ذات التأثير العالي مع التركيز بشكل خاص على قابلية الشباب للتوظيف وتمكين المرأة“.