يوم البيئة العالمي 2020 … حان الوقت للتفكير في الطريق نحو المستقبل
5 يونيو 2020. يصادف اليوم يوم البيئة العالمي، وهو فرصة مهمة لزيادة الوعي وإشراك الناس واتخاذ إجراءات بشأن التحديات الصعبة التي تواجه كوكبنا.
تواجه منطقة البحر المتوسط العديد من التحديات البيئية، بما في ذلك حرائق الغابات، وتدمير النظم البيئية، وفقدان التنوع البيولوجي على نحو غير مسبوق. ركّز التقرير العلمي المنشور مؤخرًا على الآثار البيئية لتغير المناخ على منطقة البحر المتوسط. هذا التقرير هو مشروع مدعوم من الاتحاد من أجل المتوسط. شدّد التقرير كذلك على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات في هذا الصدد، حيث أكّد أن درجة حرارة منطقة البحر المتوسط ترتفع بنسبة 20% أسرع من بقية العالم.
ولذلك، يأتي التصدي للتحديات البيئية على رأس جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط. يعمل الاتحاد من أجل المتوسط على حماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية من خلال بعض المشاريع مثل “مكافحو التلوث” و“توسيع نطاق استعادة الغابات والمناظر الطبيعية“. وفي الوقت ذاته، هناك مشروعات أخرى، مثل مشروع “إنترييغ-Interreg” المُسمى “مجتمع النمو الأخضر بمنطقة البحر المتوسط“، تعزيز اقتصاد أكثر خضرةً ودائريةً، في حين تم نشر تقرير محمد عن السلوكيات وأنماط الحياة المستدامة مؤخرًا.
تهدف اجتماعات الإعلانات الوزارية القادمة للاتحاد من أجل المتوسط حول البيئة والتغيرات المناخية، المقرر انعقادها في شهر ديسمبر 2020 في مصر، إلى ضمان زيادة تنسيق الجهود التي تم إطلاقها في منطقة البحر المتوسط للتحول نحو اقتصاد أكثر خضرةً وخالٍ من الكربون يستوعب جميع فئات المجتمع. تهدف هذه الجهود كذلك إلى منع التلوث والحد منه، إلى جانب حماية الموارد الطبيعية واستعادتها في منطقة البحر المتوسط من خلال نهج متكامل للنظم البيئية. يؤكد التقرير البارز، المنشور هذا العام من قِبل المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية “IPBES”، كذلك أن الاتجاهات السلبية الحالية من المتوقع أن تتسبّب في تقويض التقدم المُحرز نحو تحقيق 80% من الأهداف التي حددتها أهداف التنمية المستدامة فيما يتعلق بالفقر والجوع والصحة والاستدامة والمياه والمدن والمناخ والمحيطات والأرض.
ولذلك، ما زال هناك الكثير مما يتعين إنجازه، لا سيما في سياق أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي تحمل في طياتها مخاطر كبيرة قد تتسبّب في طرح جدول الأعمال الأخضر جانبًا من أجل تحقيق الانتعاش على المدى القصير. وبدلًا من ذلك، فإن جائحة كوفيد-19 تتيح فرصةً استثنائيةً من أجل إعادة التفكير في الطريقة التي يعمل بها اقتصادنا، خاصةً من حيث الاستدامة الاجتماعية والبيئية.
إن يوم البيئة العالمي 2020 يلي مباشرةً اليوم الدولي للتنوع البيولوجي. ولذلك، يجب النظر إلى يوم البيئة العالمي باعتباره فرصةً لضمان أن يأتي الحفاظ على كوكبنا باعتباره منفعةً مشتركةً على رأس جدول أعمال الجميع.