و تولي رائدة الأعمال التونسية اهتماما كبيرا بمنطقتها و لكن بعيدا عن ذلك فهي ترى أن هناك فرصا لبلدان الجنوب التي ستستثمر في التعاون.
“في غياب الإرادة السياسية، سيكون المجتمع المدني ركيزة التعاون المتوسطي. سيتعين عليه إقناع السياسيين بالتوحد والتفكير سويا و تبني رؤية عامة “.
تعلمت وداد بوشماوي من تجربتها في تونس في التفاوض و جمع كافة فئات المجتمع أن الحوار هو أفضل وسيلة للتعامل مع الصراع السياسي. “ما زلت مقتنعة أن الحوار هو دائما الخيار الأفضل لإيجاد حل للنزاعات ، لإيجاد السكينة والازدهار”.
في عام 2019، جمعت قمة الضفتين بين ممثلي المجتمع المدني لتعزيز النقاش الثري بين دول البحر الأبيض المتوسط. و برئاسة وداد بوشماوي، “اجتمعت المؤسسات والمنظمات والمجتمع المدني معًا لطرح المشاريع على الطاولة ، ومناقشة وجهات نظرنا ، ونسيان أصولنا ، ولون بشرتنا ، وديننا ، والعمل على ازدهار البحر الأبيض المتوسط.”
بالنسبة للحائزة على جائزة نوبل للسلام, فإن سكان منطقة المتوسط لديهم نفس الطموحات ، “نريد الاستثمار و التوسع و الدخول في أسواق جديدة ، وغزو العالم ، والحفاظ على المنافسة… فالمنافسة تعني التقدم و الرخاء “.
كما ترى بوشماوي انه يجب أن يحتل الاهتمام بالشباب والنساء مركز الصدارة بعد سنوات من الإهمال. “يحتاج شباب المتوسط إلى الإيمان بقدراته ، و بعدم الاستسلام ، فلديه الإمكانات والقدرة على تحقيق ذلك. بدون الشباب ، لن نتمكن من الاستمرار. إنهم ركيزة مهمة في البحر الأبيض المتوسط”.
في نوفمبر 2020، ألقت وداد بوشماوي كلمة افتتاحية بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لعملية برشلونة ، خلال المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط ، حيث سلطت الضوء على أهمية المجتمعات المدنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
“في بلدان الجنوب ، لا تملك الحكومات القدرة على الاستثمار أو مواجهة المشاكل الاقتصادية. و هنا يأتي دور القطاع الخاص في أن يتحد و ينظم الحملات و يروج للاستثمار “.
وداد بوشماوي هي سيدة أعمال في القلب. إنه شغفها و موهبتها و إرثها. فجدها كان رجل أعمال أسس شركته الخاصة للهندسة المدنية ثم تولى والدها زمام الأمور و جعل الشركة نزدهر لتصبح شركة “هادي بوشماوي و أولاده”.
و وداد بوشماوي نفسها هي اليوم رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية (UTICA) منذ عام 2011 بعد الثورة التونسية .و تدير أيضا شركتها الخاصة المتخصصة في القطن.
“النجاح في عالم ريادة الأعمال يتطلب حب المخاطرة. عليك أن تؤمن بنفسك و تحتاج إلى اللعب النظيف، لأنك في عالم الأعمال يمكنك أن تخسر، تسقط ، تتعثر إلا انه عليك النهوض مجددا و أن تحب التحديات ، فبدون تحديات لا يمكنك أن تفوز أو تطمح إلى عالم أفضل “. فالعالم الأفضل هو ما كان يأمله شباب الربيع العربي في عام 2011.
عندما قامت الثورة و طالب الشباب “بالكرامة والعمل” و اندلع الصراع ، اجتمعت بوشماوي ،رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حول طاولة المفاوضات مع ثلاث نقابات أخرى و هي : الاتحاد العام التونسي للشغل ، نقابة المحامين التونسية، الرابطة التونسية لحقوق الإنسان. و شكلوا اللجنة الرباعية للحوار الوطني.
لقد اجتمعنا ، الرؤساء الأربعة للمنظمات الوطنية وفكرنا في أفضل طريقة لجمع الناس من خلفيات سياسية مختلفة لإيجاد حل للأزمة السياسية و مشكلة انعدام ثقة الشعب التونسي في النظام السياسي
و بمجرد أن اتفقت اللجنة الرباعية على خارطة طريق، استخدمتها كأساس لإجراء حوار وطني سلمي. و هو المشروع الذي جعلها تفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2015.