
من المعرفة إلى العمل: تدريب الباحثين على التأثير في السياسات المتوسطية
19–20 يونيو 2025، مدريد. نظم الاتحاد من أجل المتوسط، بالتعاون مع المركز المشترك للبحوث التابع للمفوضية الأوروبية والمكتب الوطني الإسباني للمشورة العلمية، برنامجًا تدريبيًا لمدة يومين حول “العلم من أجل السياسات: بناء القدرات في منطقة المتوسط.” وقد جمع هذا الحدث الذي عقد في قصر “لا مونكلوا”-مقر إقامة وعمل رئيس الحكومة الإسبانية- ما يقرب من 30 من شباب الباحثين والعلماء من جميع أنحاء المنطقة الأورومتوسطية لتعزيز مشاركتهم في صنع السياسات المستندة إلى الأدلة العلمية.
يعد هذا التدريب جزءًا من جهد أوسع نطاقًا للاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز التكامل الإقليمي من خلال تقوية التعاون بين العلوم والسياسات، وذلك تماشيًا مع الإعلان الوزاري للاتحاد بشأن البحث والابتكار (2022). كما يستند إلى إطار الكفاءات للعلماء التابع للمركز المشترك للبحوث، ويستجيب للطلب المتزايد على المشورة العلمية لمواجهة التحديات بمنطقة المتوسط، مثل تغير المناخ وندرة المياه والتحول في مجال الطاقة ومرونة النظم الصحية.
وعلى مدار يومين، استكشف المشاركون ديناميكيات عملية صنع السياسات، وتدربوا على إيصال المعرفة العلمية إلى جماهير غير متخصصة، وشاركوا في ورش عمل تفاعلية تحاكي سيناريوهات صنع القرار في العالم الحقيقي. وقد أدار الجلسات خبراء في السياسات من مركز البحوث المشترك، لديهم خبرة واسعة في التفاعل بين العلم والسياسات.
وفي افتتاح التدريب، شدد نائب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط للتعليم العالي والبحث، جوان بوريل، على أهمية دبلوماسية العلوم في تعزيز الثقة والتعاون في منطقة المتوسط قائلا: “في الاتحاد من أجل المتوسط، نؤمن بأن العلم ليس ترفاً، بل هو ضرورة للتنمية المستدامة والسلام. ويعد هذا التدريب خطوة ملموسة في ترجمة الإرادة السياسية إلى أفعال، من خلال تزويد جيل جديد من الباحثين بالمهارات اللازمة للمشاركة في صنع السياسات في جميع أنحاء المنطقة الأورومتوسطية”.
ومن جانبه، صرح جوزيب لوبيرا، مدير المكتب الوطني الإسباني للمشورة العلمية: “استلهمنا تصميم نظامنا من دول ذات سجل حافل في مجال المشورة العلمية. والآن، نرغب في مواصلة مشاركة تجربتنا والتعلم من تجارب البلدان الأخرى.وندرك أن تبادل المعلومات والخبرات أمر أساسي لتحسين أنظمتنا للمشورة العلمية”.
وفي جلسة مخصصة حول التعاون المتوسطي، استعرض جوزيبي بروفنزانو ، مدير مشروع البحث والابتكار في الاتحاد من أجل المتوسط، مبادرات مثل شبكة خبراء حوض المتوسط المعنية بتغير المناخ والبيئة ودور مؤسسات مثل المعهد الأوروبي للغابات في وضع الحلول السياسية القائمة على العلم في جميع أنحاء المنطقة.
يؤكد هذا التدريب من جديد مهمة الاتحاد من أجل المتوسط لتعزيز منطقة أورومتوسطية مرنة ومتكاملة من خلال بناء القدرات وتبادل المعرفة وتعزيز الحوار بين مجتمعي العلم والسياسات.