
تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال النقل: الاتحاد من أجل المتوسط يبحث الحلول المراعية للنوع الاجتماعي لزيادة الأمان في وسائل النقل العام
16 ديسمبر 2024 – عقد الاتحاد من أجل المتوسط ندوة وورشة العمل حول العنف ضد النساء والفتيات والسلامة في وسائل النقل العام في 16 ديسمبر 2024 عبر الانترنت، وذلك في أعقاب حملة نظمتها الأمم المتحدة لمكافحة العنف تجاه النساء والفتيات على مدار 16 يومًا.
إن السلامة والأمان في وسائل النقل من القضايا التي يتم فيها بطبيعة الحال مراعاة الفوارق بين الجنسين، إذ يتأثر سلوك المرأة في وسائل النقل بشكل كبيربالمخاوف المتعلقة بالسلامة، والتي تكون أكثر وضوحًا مقارنة بالرجال. وتكشف الدراسات أن غالبية النساء في جميع أنحاء العالم يشعرن بعدم الأمان في وسائل النقل العام، حيث أبلغ العديد منهن عن حوادث تحرش لفظي أو جسدي عند استخدامها أو التنقل في الأماكن العامة.
وفي هذا السياق، جمعت الندوة وورشة العمل التي نظمها الاتحاد من أجل المتوسط خبراء من الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني والمنظمات الدولية لمناقشة القضية من وجهات نظر متنوعة واقتراح توصيات قابلة للتنفيذ. كما ضمت متحدثين مرموقين من منظمات دولية رائدة مثل الرابطة الدولية للنقل العام، ومنتدى النقل الدولي، والاتحاد الدولي للسكك الحديدية، وشبكة بوليس لحلول النقل المبتكرة، لزيادة الوعي بالتحديات والحلول التي أثبت جدواها في مجال النقل العام الأكثر أمانًا للنساء، وتعزيز التعاون، ودمج الرؤى العالمية مع وجهات النظر المحلية، لا سيما في بلدان منطقة المتوسط.
وتشمل الحلول تطوير البنية التحتية وإجراء التحديثات التشغيلية، وإطلاق حملات التوعية العامة، وتوفيرالتدريب الشامل للموظفين، وتحسين أنظمة الإبلاغ، واعتماد نهج عدم التسامح مطلقًا مع التحرش، وتصنيف البيانات حسب نوع الجنس لانفاذ السياسات القائمة على الأدلة، وإفساح المجال للابتكارات التكنولوجية ونماذج الأعمال الجديدة.
وفي كلمتها الافتتاحية خلال الندوة، قدمت نائبة الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط للنقل والتنمية الحضرية السفيرة ضحى نجار لمحة عامة عن عمل الاتحاد، وجهوده لتعزيز التعاون بين القطاعات، وخاصة فيما يتعلق بالنقل والمساواة بين الجنسين، مشيرة إلى الحاجة الملحة إلى إحداث تحول ثقافي واتخاذ إجراءات فورية لانشاء أنظمة نقل تلبي احتياجات المرأة.
ومن جانبه، أشار رئيس قطاع النقل في الاتحاد من أجل المتوسط فرانسيس كاربونيل خلال مداخلته إلى أن خطة العمل الإقليمية للنقل 2021-2027 التي تم تبنيها خلال المؤتمر الوزاري للاتحاد حول النقل في فبراير 2023، تهدف إلى دعم تمكين المرأة في مجال النقل وضمان وصولها إلى مهن النقل والمساهمة في التخطيط، معتبرا أن النقل هو مفتاح العديد من أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، ولا سيما الهدف 5 بشأن المساواة بين الجنسين، والهدف 5.2 الذي يركز على القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، بما في ذلك في وسائل النقل.
ومن جهتها، أشارت جوليا فيرارسي، محللة مشروع الاتحاد من أجل المتوسط للشؤون الاجتماعية والمدنية، إلى أن 55 ٪ من النساء في الاتحاد الأوروبي تعرضن للتحرش الجنسي في وسائل النقل العام، وأن 65 ٪ من النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشعرن بعدم الأمان عند استخدامها، مشددة على أن انعدام الأمن هذا لا ينتهك الحقوق الأساسية للمرأة فحسب، بل يمنعها أيضًا من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والتوظيف.
وقد أكد هذا الحدث على الدور المركزي للاتحاد من أجل المتوسط في توفير منصة لتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة (المدن والسلطات الإقليمية والحوكمة الوطنية)، في قطاع النقل العام، والمساعدة في تسريع تنفيذ الحلول الفعالة. وقد مهد الطريق لتنظيم أنشطة مشتركة جديدة، إذ من المنتظر عقد فعالية لتناول تطبيق المنظور الشامل للنوع الاجتماعي في سياسات النقل المستدامة وصنع القرار في منطقة الاتحاد من أجل المتوسط، في إطار قمة المنتدى الدولي للنقل لعام 2025.