لينا خليفة: عندما تمكّن المرأة، فإنك تمكّن أمة
“أولاً، اعتن بنفسك،ونمي قدراتك، فربما بعد ذلك تتمكن من مساعدة شخص آخر”. هذا هو الشعار الذي تعيش به لينا خليفة وتعلمه لطلابها. وجعلت بطلة التايكوندو ومدربة الدفاع عن النفس من مهمتها تمكين النساء بوطنها الأردن، والآن،تفعل ذلك في جميع أنحاء حوض البحر المتوسط.
قد تواجه النساء في منطقة المتوسط الاضطهاد بطريقة أو بأخرى، لكن هدف لينا خليفة الرئيسي هو مساعدتهن على النهوض والدفاع عن أنفسهن وعن بعضهن البعض. “المشكلة الرئيسية التي تواجهها النساء في منطقة المتوسط هي قلة الفرص، إلا أنهن يشتركن في الاهتمام بريادة الأعمال ومحاولة حل المشكلات المختلفة.
وُلدت رغبتها في دعم تمكين المرأة في الأردن، داخل قبو منزل والديها، حيث بدأت بإعطاء دروس الدفاع عن النفس لأصدقائها بعد أن وقعت إحداهن ضحية للعنف المنزلي. “أردت فقط حل مشكلة واحدة، وهي العنف المنزلي والعنف ضد المرأة، لكن الأمر تطور فيما بعد ليصبح حركة عالمية”. وحتى اليوم، استقبل استوديو الدفاع عن النفس الخاص بها “SheFighter”، “12 ألف طالبة ، منذ افتتاحه في عام 2012.
“يساعد الاستوديو النساء على الوقوف بقوة في المجتمع من خلال تعزيز ثقتهن بأنفسهن وبمعتقداتهن. إذا قمت بتمكين المرأة، فإنك تمكن الأمة. ومن المهم التركيز على تمكين النساء وعلى ما لديها من أفكار”.
هذا الشغف لإبراز أهمية المرأة في المجتمع والطاقة التي تبذلها في تطوير الاستوديو الخاص بها في الأردن جعل من لينا نموذج مثالي للمشاركة في مشروع WoMED، وهي مبادرة يدعمها الاتحاد من أجل المتوسط. وتوفر برنامجا تدريبيا لتعزيز قدرات الشابات ذوات الإمكانات العالية من جنوب منطقة المتوسط.
“يهدف WOMEDإلى مساعدة النساء على أن يكون لهن صوت،و إلقاء الضوء على أعمالهن”.
وتقول لينا أنها تبرز أعمال النساء وتقوم بتمكينهن جسديًا ونفسيًا. وبعد أن أكتسبت قوتها من هذا المشروع، فهي تعتقد أنه اليوم، في منطقة المتوسط، “يجب على النساء التعاون في تنفيذ المشاريع، والاستثمار في بعضهن البعض. “تحتاج النساء إلى الإيمان في قدراتهن ومساعدة بعضهن البعض على النهوض” معتبرة أن “النساء في السلطة يجب أن يساعدن النساء الأخريات”.
“نحن بالتأكيد بحاجة إلى حركة نسوية ومساواة بين الجنسين لتوفير المزيد من الفرص للنساء حتى تتحسن أوضاعهن ويحصلن على وظيفة ودخل. في بعض دول البحر المتوسط، لا توجد حقوق متساوية وهناك الكثير من القوانين التي تحتاج إلى تغيير. على الرغم من أن عمل خليفة لا ينتهي عند الحدود الأردنية، إلا أن هذا هو المكان الذي تتم فيه معظم أعمالها. وهي تساعد بكل فخر المرأة على اكتساب ثقة بنفسها من الناحية الجسدية والنفسية حتى تأخذ مكانها في المجتمع و”تتصدى لأي شيء يواجهها في حياتها”.
إنها فخورة بالتزامها الحياتي تجاه المرأة في جميع أنحاء العالم وتقيس مدى انتشار مشروعها. “لقد تغيرت الأمور بالنسبة لي، الأمر لا يتعلق فقط بما أفعله من أجلهن، بل ما أفعله من أجلي. لقد كانت رحلة نضوج شخصي بالنسبة لي أيضًا. لقد اختارتني الحركة لأكون قدوة. باعتباري مقاتلة، أستطيع تقديم الكثير للمرأة في منطقة المتوسط والشرق الأوسط لأنها تبحث عن نوع مختلف من الإلهام. وأنا أحد النماذج التي ستُظهر لها امكانية أن تتحكم في مسار حياتها.
قائمة إنجازات خليفة طويلة، وهي ليست مستعدة للتوقف بعد. حصلت على جائزة “قيادة التمكين الاقتصادي” من باراك أوباما عام 2015، وقامت بتدريب إيما واتسون وكرمتها هيلاري كلينتون عام 2018. وتخطط البطلة لتوسيع استوديو “SheFighter” الخاص بها وإنشاء مؤسسة في الولايات المتحدة.
ولينا خليفة حاصلة على الحزام الأسود في التايكوندو، وهو فن قتالي بدأت تتعلمه عندما كانت في الخامسة من عمرها منذ أن كانت ضحية للتنمر في شوارع الأردن. إن نشأتها وتحولها إلى امرأة في الشرق الأوسط جعلها تواجه التمييز وكانت بحاجة إلى التحدث عن نفسها.
“لقد نشأت وبنيت لأكون محاربة. وترعرعت في بيئة صعبة وأنا الأن مستعدة للسيطرة على العالم”.
تعلمت البطلة الكيك بوكسينغ والكونغ فو والملاكمة. “لقد نشأت في عائلة حيث كانت والدتي تدعمني في كل ما أفعله. إنها تؤمن بأن جميع الأطفال، سواء كانوا فتيات أو أولاد، يجب أن يسعوا لتحقيق أحلامهم”.
وتقول انها تلقت دروسًا في الحياة لنفسها ولطلابها أيضًا من خلال فنون الدفاع عن النفس. “فيما يتعلق بالتايكوندو فالأمر كله يتعلق بالاحترام والانضباط والالتزام بتحقيق أحلامك وأهدافك. والحياة عبارة عن فصول ومستويات، وبمجرد الانتهاء من مستوى واحد تنتقل إلى الآخر وهكذا.