جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه: البحث عن استجابات لأزمة كوفيد-19 والتحديات التي تفرضها في منطقة البحر المتوسط
- قد ينخفض توافر المياه العذبة في منطقة البحر المتوسط بنسبة تتراوح من 10% إلى 15% على مدى السنوات العشرين القادمة بينما يتزايد عدد السكان.
- تتيح جائحة كوفيد-19 الفرصة لإعادة النظر في الأولويات والممارسات الإقليمية واغتنام الفرص السانحة لإحراز تقدم في جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه، الذي يشكل خارطة طريق ترمي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة.
- ضم اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه المنعقد عبر الإنترنت مشاركين رفيعي المستوي معنيين بانتهاء فترة الحجر والمخاطر الصحية ذات الصلة والعواقب الاجتماعية والاقتصادية والعديد من الشكوك المتزايدة على المستوى العالمي؛ وكذلك الرؤية طويلة المدى لقطاع المياه.
16 يونيو 2020. تبحث دول البحر المتوسط عن استجابات لا تعالج آثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على قطاع المياه فحسب، بل تتصدي أيضًا للتحديات طويلة الأمد في المنطقة، بما في ذلك وصول سكان دول المنطقة إلى إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي. في ظل الوجود المتوقع لأكثر من 250 مليون نسمةٍ بحلول عام 2040، سيعاني ساحل البحر المتوسط من زيادة الضغط على الموارد المائية. بغية التصدي لهذه المشكلة، نظّم الاتحاد من أجل المتوسط اجتماعًا تشاوريًا، جمع بين أكثر من 100 مشاركٍ من 21 دولةً مختلفةً يمثلون أكثر من 30 مؤسسةً من المؤسسات المتخصصة الإقليمية. شارك في الاجتماع كل من مايكل فروجيا وزير الطاقة وإدارة المياه في مالطا، ورجب عبد العظيم وكيل أول وزارة الموارد المائية والري المصرية، وناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط.
سلّط هذا الاجتماع الضوء على أن الدول واجهت تحديات جسيمة من أجل التكيف مع الجائحة، والتي تم التعامل معها بشكل أفضل عند التصدي لها من خلال التعاون بين الدول؛ على سبيل المثال، كانت معارف وخبرات منطقة البحر المتوسط بشأن إعادة استخدام المياه هي التي أدت إلى فهم علمي عالمي لانتشار الفيروس في الماء. أكدت المشاورات أنه بينما يتم حاليًا حشد استثمارات التخفيف والتنمية، فإن الحكومات والشركات وشركاء التنمية في حاجة إلى مواصلة التركيز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى لا يتعرض التقدم الذي تم إحرازه على مدى العقود الماضية للخطر. لقد أدت المفاوضات إلى الاتفاق على الإجراءات الإقليمية ذات الأولوية في إطار جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه، التي تأتي كتكملة لجهود كل دولة على حدة، مدعومةً بالاتفاق الأخضر الأوروبي وتتوافق معه في نهاية المطاف، والذي يمثل خارطة طريق نحو انتعاش مستدام ومرن.
أوضح ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط أن: “هذه الجائحة تتيح لنا فرصة اتخاذ إجراءات أفضل ذات نتائج ملموسة لمواطنينا وبيئتنا. من خلال تنفيذ جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه، نهدف إلى ضمان توفير إمدادات مياه مستدامة ليس فقط للاستخدام المنزلي، بل أيضًا لإنتاج الطاقة والري وحماية البيئة“.
شدّد المشاركون على إن إدارة المياه هي عامل رئيسي وتتطلب المزيد من التمويل من القطاعين العام والخاص، كما تتطلب مساعدة وكالات التنمية. وفي هذا الصدد، من المقرر عقد سلسلة من الدورات التدريبية لمساعدة وزارات المياه بالمنطقة على مخاطبة الجهات الدولية الممولة لإجراءات مكافحة تغير المناخ من أجل تنفيذ المشاريع المائية التحويلية القادرة على التأقلم مع تغير المناخ، كما سيتم صياغة استراتيجية مالية لاستكشاف التخفيضات المحتملة في التكاليف نتيجة الابتكارات التكنولوجية والتنظيمية في هذا القطاع.
مزيد من المعلومات
كلمة المتحدثين:
- أوضح علي صبح الأمين العام لوزارة المياه والري في الأردن أن أولويات جدول الأعمال الإقليمي بشأن المياه قد تغيرت بسبب جائحة كوفيد-19، بينما ما زالت الاستراتيجيات والمشاريع الرئيسية كما هي. ربما يكون من الضروري إعادة النظر فيها من أجل الاستجابة على نحو أفضل لهذا الوضع الجديد.
- أوضح دانيال كاليخا المدير العام للإدارة العامة للبيئة بالمفوضية الأوروبية أن المفوضية الأوروبية تعمل من أجل تحقيق الانتعاش، الذي يجب تحقيقه على نحو مستدام. شدّد أيضًا على “أننا بحاجة إلى العمل معًا ونحتاج إلى العمل الآن”.
- أكّدت مونيكا ويبر-فهر الأمينة التنفيذية والمديرة التنفيذية للشراكة العالمية للمياه أنه يجب أن نصبح أكثر جرأةً وحسمًا في جهودنا الجماعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات برؤية وحكمة. يأتي الأمن المائي في صميم أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالتأهب لمواجهة جائحة كوفيد-19: نحن مضطرون إلى التصدي لهذه التحديات برؤية وحكمة”.
- أوضح آلان ميسونير رئيس معهد البحر المتوسط للمياه أنه “يتعين على الاتحاد من أجل المتوسط ومعهد البحر المتوسط للمياه أن يضطلعا بدور منصة التبادل لتعزيز البعد الجديد “تحالف الأصابع الخمسة” (المياه والطاقة والصحة والغذاء والتعليم)، الذي يحلل تأثير كوفيد-19 على جدول أعمال المياه ويدعم تنفيذ الاستراتيجية من خلال توفير منصة للحوار بشأن السياسات واعتماد مشاريع نموذجية.”
- أوضح معتز العبادي المدير الإداري لجدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه أن “الاجتماع أظهر التزام الحكومات على صعيد المؤسسات وأصحاب المصلحة. سيساعد النهج الإقليمي على التصدي للتحديات، من خلال تعزيز التنسيق والاستجابات والمبادرات الإقليمية وبدعم من الجهات المانحة وشركاء التنمية.”
جدول أعمال الاتحاد من أجل المتوسط بشأن المياه
يعمل فريق خبراء المياه التابع للاتحاد من أجل المتوسط بموجب التفويض الصادر له من خلال الإعلان الوزاري بشأن المياه (مالطا، أبريل 2017)، حيث صاغ جدول أعمال المياه واستراتيجية مالية مرتبطة به. يحتوي جدول أعمال المياه، الذي يحمل عنوان “إطار السياسات المائية لإجراءات 2030″، على أربعة مجالات مواضيعية ذات أولوية: الصلة بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي؛ المياه والتوظيف والهجرة؛ إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة؛ المياه والتكيف مع تغير المناخ. تم اعتماد جدول الأعمال في شهر ديسمبر 2017، حيث ما زال قيد التنفيذ منذ ذلك الحين.