
الاتحاد من أجل المتوسط يدعو إلى تعزيز التعاون الإقليمي حول التعليم العالي
برشلونة، 9 أبريل 2025 — عقد الاتحاد من أجل المتوسط اليوم اجتماعًا لنقاط الاتصال الوطنية المعنية بالتعليم العالي، في مقره بمدينة برشلونة، بمشاركة ممثلين من أكثر من 20 دولة عضو في الاتحاد، إلى جانب جميع الجهات الفاعلة الرئيسية ذات الصلة. وقد اكتسب الاجتماع أهمية بالغة على صعيد تعزيز التنسيق وإعطاء أولوية أكبر للارتقاء بالتعليم العالي في المنطقة الأورومتوسطية.
افتتح الاجتماع الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، السيد ناصر كامل، الذي سلّط الضوء على القوة التحويلية للتعليم، والحاجة إلى مواءمة الخطاب السياسي مع العمل الفعلي، حيث صرّح: “إن التعليم العالي يُعَدّ من أبرز الاستثمارات الاستراتيجية التي يمكننا القيام بها – من أجل التنمية، والمرونة، والسلام في منطقتنا. ومع ذلك، لا يزال مستوى الاهتمام السياسي والتنسيق المكرَّس لهذا المجال محدودًا للغاية. ويجب أن يتغير هذا – وهذه هي لحظتنا للعمل.”
وناقش المشاركون الأولويات الرئيسية للمؤتمر الوزاري المقبل للاتحاد من أجل المتوسط بشأن التعليم العالي، والتي شملت ما يلي:
-
إطلاق منصة الاتحاد من أجل المتوسط الجديدة للتعليم العالي، بهدف تحسين تنسيق السياسات وتعزيز مشاركة الجهات المعنية؛
-
زيادة التمويل المخصص للتعاون في مجال التعليم العالي على المستويين الأوروبي والوطني؛
-
وضع استراتيجيات لتعزيز الشراكات، بما في ذلك دعم مشاركة بلدان الجنوب في برنامج “إيراسموس+” الأوروبي للتبادل الطلابي؛
-
تدعيم التحالفات الجامعية الأورومتوسطية وبرامج التنقل الأكاديمي بين بلدان الجنوب؛
-
تعزيز التعاون بشأن جودة التعليم الأكاديمي، وأطر التقييم، وقابلية التوظيف.
وشهد الاجتماع كذلك مشاركة فاعلة من رؤساء الجامعات المعتمدة من قبل الاتحاد من أجل المتوسط، وفي مقدمتها الجامعة الأورومتوسطية، والجامعة الأورومتوسطية في فاس، إلى جانب رؤساء الشبكات الجامعية الرائدة مثل اتحاد الجامعات المتوسطية، والشبكة الجامعية الأورومتوسطية “تتيس”، فضلًا عن حضور لافت من شبكة طلاب برنامج “إيراسموس+”. وقد أكدت هذه المشاركة الدور الجوهري الذي تؤديه المؤسسات الأكاديمية الإقليمية في بناء فضاء تعليمي عالٍ متماسك ومترابط في المنطقة.
وعلى مدار اليوم، شارك الحضور في جلسات نقاش مواضيعية، وورش عمل تفاعلية، وجلسات حوار استراتيجي، هدفت إلى بلورة إطار إقليمي متجدد للتعاون في مجال التعليم العالي. وقد استندت هذه النقاشات إلى سلسلة من المشاورات الواسعة التي عُقدت عام 2023، والتي ستسهم بشكل مباشر في تحديد الخطوات التالية تمهيدًا للمؤتمر الوزاري.
وبينما يحتفل الاتحاد من أجل المتوسط بالذكرى الثلاثين لإطلاق عملية برشلونة، أكّد هذا الاجتماع مجددًا الالتزام المشترك لدول المنطقة تجاه التعليم العالي باعتباره محرّكًا فعّالًا للتكامل، والابتكار، والسلام في منطقة المتوسط. كما قدّم المشاركون إسهامات قيّمة في صياغة “الميثاق الجديد للبحر الأبيض المتوسط”، باعتباره محطة محورية على الصعيد الإقليمي، وفرصة مناسبة لترسيخ التعليم العالي كأولوية استراتيجية في مجالات التعاون المتوسطي.